حفريات ووثائق تغير ذاكرة التاريخ

الصفحة الاخيرة 2021/10/31
...

 جويل داي
 ترجمة: شيماء ميران
 
تعد المنطقة التي تضم الاردن وفلسطين ومصر من المناطق الغنية بالتاريخ القديم، إذ قدمت العديد من الاعمال اليدوية لعلماء الآثار والتي تعود الى مئات بل آلاف السنين، وربما اشهر اكتشاف جاء عندما عثرت مجموعة من الرعاة اواسط القرن العشرين على مجموعة مخطوطات داخل جرار في منطقة قمران.
وسُميت هذه المخطوطات لاحقا بمخطوطات البحر الميت، والتي ضمت نصوصا ادبية تعود الى القرن الثامن قبل الميلاد.
ومنذ ذلك الوقت اكتشف الباحثون شبكة من المناجم يُعتقد أن العبيد في عهد النبي سليمان هم من قاموا بحفرها، ويشير الراوي الوثائقي إلى ان علماء الآثار ربما تمكنوا من اكتشاف مصدر ثروة الملك سليمان الاسطورية.
لم تكن تلك المناجم مليئة بالذهب والفضة فقط بل بالنحاس ايضا، وتتناثر الادلة في جميع انحاء الموقع المخصص لإنتاج النحاس بكميات كبيرة.
وبينما يعد النحاس اليوم سلعة مشتركة، إلا إنه كان في الماضي من اكثر المعادن رواجا على الأرض.
ويوضح الدكتور محمد النجار، من اصدقاء علماء الآثار في الاردن، ان المعدن حينها كان يشبه النفط الخام اليوم، ويقول: «لانك لا تستطيع الاستغناء عن النفط اليوم، ففي ذلك الوقت لا يمكن الاستغناء عن النحاس»، فقد كان النحاس نقطة تحول جذرية في التاريخ البشري.
إذ كانوا يستخرجون المعادن من الصخور اولا ثم يحولونها إلى ادوات واسلحة، ويصف الدكتور النجار هذه اللحظة بأنها قفزة نوعية، حين بدأت البشرية بإنتاج موادها الخاصة.
وقد درس النجار العمليات القديمة الخاصة باستخراج النحاس، وأظهر الوثائقي كيف أن اتباع سليمان عملوا على النحاس الطبيعي الموجود في الكهوف، من خلال عملية تسمى الاذابة او الصهر، بمجرد تعدينها، ثم يفصل 
المعدن عن الخام الطبيعي في الصخور.
وكان يجب تسخين الخام إلى 16.5 سليزية تقريبا، وللوصول إلى درجة حرارة كهذه، كان يتوجب على العامل أن ينفخ باستمرار على اللهب عبر انبوب، وقد يستغرق هذا الامر ساعات للحصول على المادة المطلوبة، اي النحاس بصورته النقية.
 
عن صحيفة الايكسبريس