من مهام السينما

الصفحة الاخيرة 2021/10/31
...

كاظم مرشد السلوم
رغم أن البعض يعد السينما وسيلة ترفيه خالصة فقط، إلا أن الواقع غير ذلك، فمع تطور الإنتاج السينمائي وتعدد المدارس السينمائية، وبروز العديد من المنظرين والمخرجين السينمائيين، وكذلك دخول المونتاج الذي حرك السينما واعتبره أزنشتاين الولادة الحقيقية لها، بدأت السينما في تناول الواقع دراميا، من خلال تحويل العديد من روايات الادب العالمي الى أفلام سينمائية، ما زال البعض منها محفورا في ذاكرة المشاهدين في كل مكان، مثل فيلم «ذهب مع الريح»، او «المواطن كين»، او «الشيخ والبحر» رائعة همنغواي العظيمة، هذا التناول جعل السينما تقترب من هموم الناس ومشكلاتهم اليومية، وكذلك جعلها تتناول الواقع السياسي للعديد من البلدان، فنرى أفلاما تناولت القمع الذي تعرض له السود في أميركا، وعنف دكتاتوريات أميركا اللاتينية وغيرها من البلدان.
واستطاعت بعض الأفلام أن تغير من القوانين في بعض الدول، مثل فيلم «اريد حلا»، الذي عدل بعد عرض قانون الأحوال الشخصية في مصر، وما زالت السينما مستمرة في تناول الواقع دراميا ووثائقيا، رغم الهجمات العديدة من هذه الجهة او تلك التي تتعرض لها الأفلام بحجة الإساءة الى شخص ما او جهة سياسية او اجتماعية معينة.
بعد عرض فيلم «ريش» في مهرجان الجونة للمخرج عمر الزهيري، والحاصل على جائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي، حصل الكثير من الجدل حوله، بعد أن غادر عدد من الفنانين المصريين قاعة العرض، معتبرين ان الفيلم اساء لمصر، بينما رأي المناصرين للفيلم انه يتحدث عن واقع ملموس ليس في مصر وحدها بل في كل البلدان العربية ومعظم بلدان الشرق الأوسط.هذا الجدل والضجة اللذان رافقا عرض الفيلم ردت عليهما الحكومة المصرية بحكمة، اذ قالت ان الدولة لا يمكن أن تتأثر بفيلم اساء اليها، بل ان الفيلم سلط الضوء على واقع نحن ندركه، وسائرون في طريق تغييره، حتى اننا نعرف ان بطلة الفيلم دميانة نصار من المنطقة الفلانية المشمولة بالتطوير، وخطة العمل الحكومي لتغيير واقع الناس والمكان مستمرة، لكن البعض ظل ينفخ في قربة مثقوبة من خلال المزايدة على الآخرين في جوانب شتى.
رغم تسريب الفيلم بعد عرضه الا انه حقق نجاحا كبيرا وسوف يسوق الى العديد من الفضائيات العالمية ويشارك في مهرجانات سينمائية عديدة مقبلة.
وتبقى السينما مؤثرة من خلال عديد مهامها التي تتناولها فيلميا.