الدويتو .. متعة وإبهار في الأداء

الصفحة الاخيرة 2021/11/02
...

 قاسم موزان 
الثنائيات الغنائية او {الدويتو} كما يطلق عليه، فضاء ساحر يجمع بين رخامة الاداء الذكوري وما تكتنزه حنجرته من تدفقات جميلة والتحليق مع رقة وفيض و نعومة نبرات المطربة في توليفة غنائية ساحرة مفعمة بالتلوينات النغمية الشيقة، لتلامس المشاعر الكامنة في نفوس المتلقين والانسجام معها 
في عوالم المتعة والاستماع.
  
وفي استثناءات قليلة تشكلت ثنائيات محدودة من مطربين اثنين، وتغلب على الدويتو الروح الشفيفة والكلمات السهلة والطرافة احيانا في اداء الاغنية وقد عرف الفن المصري هذا النوع من الغناء المشترك وقدمته السينما المصرية منذ بدايتها الاولى وساعدت على انتشاره على نحو واسع مثل دويتو اسمهان و فريد الاطرش في اغنية {غابت الشمس انوارها} في فيلم {انتصار الشباب}  واغنية {يا سلام على حبي وحبك}  واغنية { زينة زينة}  لشادية والاطرش في فيلم {انت حبيبي} ، ولعل مشاهدة الاغنيتين على الشاشة فيها المتعة والطرافة والضحك وادت شادية ايضا دويتو مع عبد الحليم حافظ في اغنية {حاجة غريبة}  في فيلم {معبودة الجماهير} ، وكذلك دويتات مثل:} حبيت يا ليل، ليه يا ماما، ويا ناي}  للمطربين محمد فوزي وصباح، وغنى ايضا مع الراحلة فائزة احمد في {توبة والفين توبة} ، وشهدت الساحة الغنائية اللبنانية الثنائيات الجميلة مثل فيروز مع نصري شمس الدين ووديع الصافي و صباح مع وديع الصافي وجمال 
وطروب.
اما في الفضاء الغنائي المحلي فقد عرفت الذائقة العراقية هذا النوع من الغناء بعد ثورة 14 تموز 1958 اذ غنى الثنائي جواد وادي وعبد الواحد جمعة بصوتيهما الطابع الممتع للاغاني التي كانت تمجد التحول الجديد والزعيم عبد الكريم قاسم وكانا فعلا ثنائيا متألقا، ثم شكل المطرب داخل حسن والمطربة ريم ثنائيا في مجموعة من الاغاني الريفية مثل {لو رايد عشرتي وياك} ، وكانت فترة السبعينيات والثمانينيات زمنا خصبا لاعتلاء الدويتو منصة الابداع الثنائي فقد غنت المطربة شوقية بصوتها العذب مع الفنان الراحل فؤاد سالم {ياعشكنا} بتناغم صوتي مبهر، وغنى المطرب د. فاضل عواد والراحلة مائدة نزهت {سنبل الديرة} و {دور بينا يا عشق} و{وطني العراق}  وهذان الصوتان يتمتعان بقوة الاداء ودقته بحرفية عالية، وغنى المطرب صاحب الصوت الجنوبي سعدون جابر مع المطربة سيتا هاكوبيان اغنية {لو نحب لو ما نحب}  وادى الفنان رضا الخياط مع المطربة ذات الابتسامة الجميلة اديبة اغنية مشتركة اسمها {اجيت العب ويه البيض} وغنى الخياط نفسه مع المطربة امل خضير {لوكاعي لو ما اريد { ودويتو مي وصباح محمود في اغنية {ليش يا جارة}  كما ادى محمد وسهام اغاني جميلة وكان للشابين فوزية وفاضل حضور لافت في المشهد الغنائي وغنيا جملة اغان بصوتيهما المنبثقين من روحيهما منها {سلام على وطني} ، ولا اجافي الحقيقة او احيد عنها اذا قلت ان المطربة مي والمطرب الباسم وحيد قد شكلا ظاهرة في الدويتو فمنذ اول ظهور لهما على الشاشة الصغيرة باغنية {استعجل يا ميل الساعة} اخذا دويا قويا وانبهارا في الشارع العراقي واخذ التلفزيون يعيد بث الاغنية عدة مرات بعد اذاعتها مباشرة وفي الايام التالية، ثم توالت اعمالهما بنجاح طاغ، وهذا يؤكد استقبال الذائقة لكل جديد يبعث المتعة والبهجة في النفوس، السؤال لما لا تتكرر هذه التجارب الناجحة؟.