التنمر.. علة ومسؤولية

آراء 2021/11/06
...

 حسين الذكر
هنالك الكثير من المخرجات غير الطبيعية الملازمة للجنس البشري التي تظهر منذ بواكير الطفولة وكذلك الصبا او التي تشخص من خلال الاختلاط المجتمعي في البيئة او المدرسة والتي عادة ما تشكل مشكلة كبيرة تصل حد الازمة للاهل ولاحقا للمصاب نفسه، جراء تداعيات سلوكية تبلغ مديات شرور وامراض تطول الاخر والنفس معا،
وتبقى حبيسة النفس المكظومة بالنسبة لاهل الطفل الذين يتعاطون معها على أساس انها جزء من شرور او تنمر او شيطنة تمتاز بها قوى الطفل بينما هي بالحقيقة مشكلة عضوية وربما نفسية متراكمة وموروثة تحتاج الى تشخيص وتدقيق وعلاج مبكر طبي ونفسي ومجتمعي، من خلال مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية.
بعيداً عن اكدمة التنمر والبحث عن أسبابه الظاهرة، اجد أن كوامنه عديدة وما استكشفناه اكثر وادق واعقد، وذلك لا يعنينا في الوقت الحاضر، وربما يكشف المستقبل عن الكثير من تلك المجاهيل، الا ان فلسفة الخلق  مادية او روحية اثبتت ان لكل مخلوق صفات معينة تظهر معه وتتجلى على ارض الواقع، بمختلف المراحل العمرية، وما يعنينا هنا وفقا لاطارية السؤال، هو كيفية التوقف عند هذه الظاهرة والحد منها وتشذيبها ووضعها في مكانها الصحيح او كما نعتقده مناسبا وفقا لمعلوماتنا المتوفرة.
الاهم أن يكون جزءا من الحضارة ويسهم فيها بقدر ما، وهنا نعتقد راسخين ان الإنسانية قطعت أشواطا كبيرة في علم الأطفال والسلوكيات ويمكنهم أن ينهضوا بتلك المهام بشكل افضل، من خلال وسائل عدة حتى ان ابسطها وأكثرها تقبلا وتناولا هو ما نطقت به السماء من خلال كتبها ورسلها، او ما يسمى بالمنطق الديني الذي اعتمد التربية والتعليم كحل اساسي لكثير من الاشكالات التربوية التي يكمن جزء منها ومركز بؤرتها  في التنمر، وقطعا فان العلم لم يكن بعيدا عن ذلك، دينيا كان او ماديا فان التربية والتعليم ما زالا المجال الارحب والاقدر للتخفيف من الآثار السلبية وذلك عبر تطوير الآثار الإيجابية لدى الأطفال. 
هذه دعوة اصيلة للمؤسسات المختصة والأجهزة الحكومية لاخذ دورها بتطوير قطاعات مختصة ومتعلقة بالشأن الدقيق ذاته، والتي يعد الارشاد والوعظ والتنظيم الاجتماعي جزءا أساسيا منها ولا يمكن أن ينفصل عنها. 
الكائن الإنساني مخلوق حيواني يؤنسنه المجتمع وهذه زاوية ونافذة رئيسة يجب أن ننفذ منها ونستفيد من خلالها بحلحلة الكثير من الاشكالات التربوية المعاصرة وما تفرع عنها.