مستلزمات الحكومة الناجحة

آراء 2021/11/06
...

 حسن الكعبي 
 
يستلزم تشكيل الحكومات التي تسعى الى النجاح في ادارة بلادها وتحقيق افضل المستويات في الرقي الاجتماعي، النظر في مجموعة العلائق والاسباب التي ادت الى فشل الحكومات السابقة عليها في ادارة البلاد ادارة ناجحة، والعمل على معالجة تلك الاسباب وتجاوزها، سواء ما تعلق منها باسباب داخلية او خارجية، وذلك لضمان الاستقرار الاجتماعي وتلبية طموحات المجتمع وحاجياته التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعضل الاقتصادي، فضلا عن المعضل السياسي، وان كان قطبا النجاح الاساسيان في تشكيل الحكومة الناجحة هما الادارة الناجحة في ادارة الدولة والاستقرار الاقتصادي، بوصفه عاملا اساسيا في الرفاه والرقي 
الاجتماعي.
ان الدولة في الغالب «خصوصا الدولة العراقية بما تحوزه من خيرات» لا يمكن أن ينتج فشلها عن شحة في الموارد المالية الضامنة لتطورها الاقتصادي والنهوض ببلادها نهوضا عمرانيا دونما اي معوقات تذكر، انما مكامن الفشل هي في الادارة السيئة لهذه الموارد واعتبارها مغانم شخصية وملكيات خاصة تصب في مصلحة التطوير الايديولوجي للكيان الذي يدير الدولة، ولذلك فان المصالح الاجتماعية تتراجع في سلم اولويات الحكومة الفئوية أو إن هذه المصالح الاجتماعية يتم تقويضها من خلال المركزية الفئوية بشكلها المتحزب، والحال فان المفترض أن يؤخذ بالاعتبار المصلحة العامة التي تنتج عنها رفاهية المجتمع وضمنا رفاهية الحكومة حتى وهي في اشد حالات الدوغما الفئوية، هذا على الصعيد الداخلي الذي يمكن الركون اليه في ضمان تشكيل حكومة ناجحة، لكن هذا لا يعني انه لا توجد اسباب اخرى تسهم في تعويق حركة النجاح في انشاء حكومة ناجحة لكنها تبقى مع ذلك اسبابا مرتبطة بما تقدم من الاسباب المذكورة.
على الصعيد الخارجي فان الحكومة الوطنية يجب أن توسع رقعة انفتاحها على الدول التي تحمل نوايا حسنة في تطوير علاقاتها مع بلدان الجوار، وتحمل النوايا ذاتها في التبادل المنفعي تجاريا او اقتصاديا او امنيا، وبالمقابل فان تقنين العلاقات مع الدول الرامية الى تمزيق البلاد وتدمير سيادتها لمصالحها القومية، يصبح امرا حتميا في نجاح الحكومة الوطنية والاتجاه بالبلاد اتجاها يكرس نجاحها دونما ادنى 
شك.