{لجة} طفلة تبكي

الصفحة الاخيرة 2021/11/06
...

حسب الله يحيى 
بعد انتظار طويل الامد ولسنوات عجاف ومراجعات شتى للطب وللاطباء في الداخل والخارج وصرف كل مدخر ـ على قلته ـ والعيش في وضع اقتصادي ضئيل؛ رزق الزوجان بمولودة جديدة، كانت بمثابة هدية السماء اليهما وهما في وحدتهما.
الا أن هذه الهدية باتت تثقل على حياة الزوجين حتى باتت المعاناة تمتص تلك الفرحة التي لم تدم سوى 
ساعات قليلة، فالطفلة باتت في وضع صحي قلق وبكاؤها مستمر يثير الاضطراب والحزن في حياة الزوجين.
كل الاطباء اجمعوا على أن الطفلة بصحة جيدة وان كل عضو من اعضاء جسمها متكامل؛ الا انهم لا يجدون 
علاجا لايقاف بكائها وبات امام الابوين البحث عن سبل اخرى، فكان أن استمعا الى نصائح وارشادات كثيرة من بينها ما سموه 
{لجة} بمعنى الحاح الطفلة على البكاء وباستمرار الامر الذي يتطلب زيارة مرشد 
ديني والاستجابة للادعية بوصفها السبيل الوحيد الذي 
لم يجدا سبيلا سواه ما دام 
الطب قد عجز عن العلاج 
والابوين في محنة لا يجدان حلا لها.
البعض عاتبوا الابوين على قرارهما والبعض نصحوهما بالعلاج بالاعشاب والقسم الثالث بقي متفرجا هو الاخر، معبرا عن عجزه في ايجاد حلول لبكاء الطفلة.
لكن عجوزا طيبة القلب، نصحت الابوين بالاطمئنان على طفلتهما، وذلك لأن الاطفال يواجهون بعض المخاوف بعد الولادة وفي ايامهم الاولى تحديدا ما يجعلهم يصرخون ثم يهدؤون الى النوم واقترحت عليهما معالجة الطفلة باحاطتها بالامان والمداعبة والتعامل برقة معها من دون اصوات عالية، وذلك لأن الطفل به حاجة ماسة الى الاطمئنان على وجوده في مواجهة الخوف.
فكانت النتيجة استجابة الطفلة للحياة الآمنة 
المستقرة وعودتها الى نوم هادئ وابتسامة مشرقة، ما اعاد الحياة السعيدة للزوجين وتحولت حياة هذا الثلاثي الاسري الى حياة آمنة متفائلة متفتحة على واقع 
مشرق بالطمأنينة والهدوء والسلام، فلا حياة بلا امل وهدوء.