الموجة الرابعة لكورونا تقترب والعالم يترقب

ريبورتاج 2021/11/06
...

 فجر محمد
 تصوير: خضير العتابي
بين من قرر خلع كماماته الواقية والاختلاط من جديد بشكل مبالغ به، وبين ذلك المترقب الذي ما زال حتى الان يحتفظ بكمامته ويلتزم بالتباعد الاجتماعي ويأخذ جرعات اللقاح من دون تخوف او قلق، هناك بون شاسع وتناقضات كثيرة خصوصا مع اقتراب حلول فصل الشتاء اذ فما زالت الانباء ترد عن امكانية تعرض البلاد الى موجة رابعة من وباء كورونا، اذ يؤكد خبراء الفيروسات بين الحين والآخر قدرة هذا الوباء على التحور بشكل اسبوعي، وقد ينشط مع اقتراب فصل الشتاء ويسبب قلقا وترقبا لمختلف الدول في كيفية التصدي له والخلاص منه.
 
جهود
المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر في تصريح سابق بين أن هناك احتمالية كبرى لموجة رابعة قد تضرب البلاد مع اقتراب موسم الشتاء، وان حدوث طفرات جينية في الفيروس هو امر متوقع، ويرى البدر أن امكانية احتواء الوباء والسيطرة عليه في البلاد تتطلبان الالتزام بالاجراءات الوقائية اولا، ثم  تلقي اللقاح من قبل المواطنين ثانيا وبغير ذلك فالأمر لا يكاد يخلو من الخطورة.
وحسب بيانات لوزارة الصحة في العراق، فإن عدد المواطنين الذين تلقوا اللقاح تجاوز الخمسة ملايين و500 ألف عراقي، بينما بلغ عدد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس «كورونا» 22 ألفاً و900 مواطن، ودعت الوزارة المواطنين الى التوجه الفوري لتلقي اللقاح خصوصا مع تزايد اعداد الاصابات في دول متفرقة خلال الايام
المنصرمة.
 
مناشئ رصينة
المدير العام لمديرية الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور رياض الحلفي في تصريح سابق له بين أن الجهات المعنية تعمل على توفير اللقاحات من مختلف الاصول والمناشئ العالمية الرصينة، وبدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونسيف، وبحسب الحلفي فان البلاد استقبلت طائرة ايطالية محملة باكثر من 100الف جرعة من لقاح استرازينيكا، وهي بمثابة تبرع من الحكومة الايطالية.
 
غياب الالتزام
 وكررت وزارة الصحة تحذيراتها من امكانية انتشار سلالات جديدة، و لا تستبعد حدوث الموجة الرابعة نتيجة تلك التحورات الجينية في الفيروس، فضلا عن توفر العوامل المساعدة لتدهور الوضع الوبائي في العراق نتيجة لعدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية وكثرة التجمعات البشرية بشتى أنواعها، وذكرت الوزارة أن عدم تحقيق نسب عالية من تلقيح المواطنين ضد فيروس «كورونا» يهدد بحدوث ارتفاع في الإصابات التي قد تكون قاسية وتهدد النظام الصحي، مؤكدة أن السبيل الوحيد لدرء خطر الموجات الوبائية المتوقعة هو تحقيق النسبة العالية من تلقيح افراد المجتمع.
 
التهابات موسمية
قد يتبادر الى الاذهان ما هو شكل الموجة الرابعة لوباء كورونا، ويجيب عن هذا التساؤل احد الاطباء الروس الذي اكد ان موجة الخريف والشتاء لن تختلف عن الصيف، باستثناء مرافقتها لبعض الالتهابات الموسمية وان سلالة «دلتا بلس» ستبقى على الاغلب هي المسيطرة على الاصابات، وتوقع هذا الطبيب أن تنتشر الاصابات بين الاطفال ايضا مع تزامن بدء الموسم الدراسي، ولكن من غير المتوقع أن تتجه دول العالم الى الاغلاق، بل سيجري الاهتمام باخذ اللقاحات والالتزام باجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، وفي وقت سابق اعلن معهد روبرت كوخ الالماني عن تزايد الاصابات في البلاد مع اقتراب الموجة الرابعة من الفيروس، اذ بلغ عدد الاصابات اكثر من
8 آلاف حالة.
 
إجراءات وقائية
منذ ظهور وباء كورونا وفرح جليل ذات الـ 24عاما لم تفارق كمامتها الواقية بتاتا، وكم تعرضت للسخرية من زملائها الا انها اصرت على الالتزام بها، وتقول فرح: «ان جائحة كورونا مرض لا يجب الاستهانة به، فهو يضرب من يشاء وقتما شاء لذلك لابد من الاستمرار بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية، كي لا يزداد الامر
سوءا».
 
رفض
يبدو زيد احمد الطالب الجامعي غير مقتنع بارتداء كمامته الواقية، على الرغم من استخدامه لها في اوقات قليلة جدا كما يصفها، ويرى زيد انها لا يمكن أن تغني عن الاصابة بالوباء، فهو كان يلتزم بارتدائها في الاشهر الاولى من ظهور الوباء، وعلى الرغم من ذلك اصيب هو وافراد اسرته بالفيروس، وتلقوا العناية الطبية في احد المستشفيات الحكومية، وهو يعتقد انه اكتسب مناعة مدى الحياة لذلك هو ليس مضطرا لا الى الكمامة ولا اللقاح».
 
قلق متزايد
ابدت منظمة الصحة العالمية قلقها من احتمالية تعرض دول كثيرة في العالم الى موجة رابعة، ففي تموز المنصرم افصحت المنظمة في تقرير لها عن مخاوفها من تلك الموجة خصوصا مع ارتفاع اعداد الاصابات في 15دولة ضمن رقعة اقليم شرق المتوسط، وقد شاهد العالم باسره كيف اكتظت مستشفيات الهند بالمرضى نتيجة المتحورة دلتا من ثم اعقبتها تونس، وما زالت المخاوف مستمرة مع دخول فصل الشتاء لدول متعددة في العالم، بينما تنتظره اخريات بقلق وتوجس من هذا الوباء القاتل والغريب في سلوكياته، خصوصا مع ظهور دراسة علمية مؤخرا تبين أن نسبة الفيروس في دم المصاب بالمتحورة دلتا يعد اضعاف من اصيب بالنسخة الاولى من
كوفيد - 19.
 
تهيؤ نفسي
لم تخف التقارير والدراسات التي اجريت بخصوص كوفيد – 19، ان هذا الفيروس ينشط بشكل كبير جدا اذا ما كان هناك خوف كبير وقلق يعتري الشخص المصاب او من هم حوله فالفيروس فقد يقتحم جسده بسرعة، الباحثة بالشؤون النفسية والاجتماعية الدكتورة ناز بدرخان السندي عايشت تجربة حقيقية واختلطت بمرضى كوفيد - 19، وكانت على تماس مباشر معهم، وتقول الدكتورة عن هذه التجربة: «لا تكون محاربة الوباء بالوقاية وحسب، بل ايضا لا بد من ابعاد شبح الخوف المبالغ به من هذا المرض، لان الخائف سيكون فريسة سهلة جدا لهذا الوباء ومن تجربتي الخاصة وجدت ان القلق الزائد منه يؤدي الى سيطرته على الجسد وبقوة»، لذلك تنصح السندي بالالتزام بالوقاية اولا وأن يتعامل الفرد مع هذا المرض بصورة معتدلة والا يبالغ بالخوف منه.
 
تجربة حقيقية
تروي الباحثة بالشؤون النفسية والاجتماعية الدكتورة ناز السندي كيف أن العامل النفسي من شأنه أن يسرع بتماثل المصاب بالفيروس للشفاء او يعرضه الى انتكاسة صحية، ومن واقع تجربتها مع المصابين وجدت ان كلما استخدم الطبيب المعالج مع مرضاه عبارات تبعث على الطمأنينة، كلما زادت نسبة وسرعة شفائهم من
المرض.
 
قمة عالمية
منظمة اليونسيف عبر موقعها الالكتروني بينت أن اكثر من 100 الف جرعة من لقاح استرازينيكا وصلت الى البلاد في شهر ايلول المنصرم، وهو تعهد من ايطاليا في اطار تسليمها 15 مليون جرعة الى مرفق كوفاكس، واستضافت ايطاليا في شهر ايار المنصرم قمة الصحة العالمية الى جانب المفوضية الاوروبية، اذ تعهدت سبع دول مشاركة باكثر من 100 مليون جرعة للدول ذات الاولوية من بينها العراق، ويذكر أن هذه الجرعات التي تبرعت بها إيطاليا قد أنتجت من قبل  استرازينيكا للتصنيع، كما أن التبرع من خلال مرفق كوفاكس العالمي من شأنه أن يساعد على زيادة تغطية اللقاح، ويساعد على إنهاء المرحلة الحادة لوباء
كورونا.