العام الدراسي الجديد.. هموم ومخاطر

آراء 2021/11/09
...

 حسن السلمان 
ذكرني مشهد ذهاب طلبتنا إلى مدارسهم مع بدء العام الدراسي الجديد بفيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي لذهاب طلبة إحدى الدول الآسيوية المتطورة إلى مدارسهم، حيث توقفت حركة مرور تلقائياً وأركنت السيارات إلى جانبي الشارع، حتى يمر باص المدرسة بـلونه الأصفر الجميل وينزل الطلاب إلى مدرستهم
ولم تتحرك عجلة واحدة إلا بعد دخول آخر طالب إلى مدرسته، وهو مشهد حضاري يعبر عن مدى وعى مواطني تلك الدولة وحرصهم الشديد على سلامة الطلبة واحترامهم الكبير للتعليم، وهو مشهد يعكس صورة مشرقة لتلك الدولة. خلافاً لما يحدث عندنا من لا مبالاة وقلّة وعي وحرص على سلامة طلبتنا، وخصوصاً طلبة الصفوف الابتدائية الصغار وهم يعبرون الشوارع المزدحمة للوصول إلى مدارسهم البعيدة عن مناطق سكناهم، معرضين حياتهم للخطر دون أن يكون هناك أدنى شعور بالمسؤولية والحرص من قبل قائدي العجلات لفسح المجال أمامهم ليمروا بسلام، ودون أن يدكون هناك دور واضح لرجال المرور في تنظيم عملية السير والمرور في الشوارع التي تكون فيها مدارس إلا في ما ندر، وهو همٌ كبير وخطير في الوقت نفسه، يُضاف إلى هموم التعليم الكثيرة. إذ ما زال عدد المدارس قليلاً ولايتناسب وأعداد الطلبة التي تتكاثر يوماً بعد يوم في مدارس متردية البنى التحتية، من مقاعدَ متهالكة وساحات ترابية ومرافق خدمية تفتقر لأبسط الشروط الصحية وعدم توفر مياه صالحة للشرب ومنظومات تبريد وتدفئة، أما على مستوى إدارة التعليم وبسبب قلّة المدارس، أصبحت البناية الواحد تضم ثلاث مدارس، الأمر الذي أدّى إلى يكون الدوام بثلاثة أوقات بدلاً من الدوام الصباحي والمسائي وتقليص الحصص الدراسية وكذلك تقليص أيام الدوام الرسمي الاسبوعي بسبب جائحة كورونا، لتشوب عملية التعليم العُجالة والاختزال والفوضى والإرباك. ومن الهموم والعوائق الأخرى اضطرار الكثير من الأسر المتعففة إلى اقتطاع جزءٍ من مواردها الشحيحة اصلاً لاستجار وسائط نقل تقلُّ أولادهم إلى مدارسهم، بسبب بعد المدارس عن مناطق سكن الطلبة التي لا توجد فيها مدارس أو بسبب تهالكها والخشية من انهيارها، بل إن البعض من العوائل المعدمة عزفت عن تسجيل أولادها في المدارس لعدم تحمل نفقة المواصلات.