عالم التصوير الفوتوغرافي .. هواية وحرفة تخلق الجمال

ريبورتاج 2021/11/10
...

 كولر غالب الداوودي
لا نستطيع أن ننكر دور الصورة في حياتنا سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او فنية او حتى سياسية، فالصورة الفوتوغرافية تأخذ مكانة مهمة في توثيق التراث من خلال تجسيدها لابعاد رمزية وتراثية وثقافية، كما تعبر عن واقع حضاري وانساني للوقائع الانسانية بمختلف تعبيراتها وتغيراتها الحضارية، التصوير الفوتوغرافي في بدايته ظهر كاختراع معقد يستخدم من قبل محترفين لتخليد الذكريات المهمة واللحظات التاريخية.
 ثم تطور ليحافظ على ملامح الاجيال القديمة، ويبقي ذكراهم حية بين الاحفاد، والتطورات التي حدثت في آلة التصوير الفوتوغرافي كثيرة، وهي تكون مفيدة في حالات كثيرة كتسجيل اللقطات المهمة في حياتنا، لكنها تؤثر أيضا في قيمة التصوير كفن له حساباته وقواعده.
 
خلق
وبالرغم من أن كاميرات التصوير اصبحت متوفرة في اغلب الاجهزة مثل الهواتف الذكية، ولكنها تسببت في تحول التصوير الى سلوك اشبه بالادمان والرغبة الملحة في تصوير اي شيء الى درجة تسببت في غياب المعايير الأخلاقية، وغياب التجاوب الانساني الاجتماعي مع الاحداث المحيطة، والتصوير يغذي المخيلة ويجعل الانسان يبتكر افكارا خلاقة ويزيد من المهارات في تمازج الالوان، لنقل الحدث والحقيقة في آن واحد بواسطة عدسة الكاميرا، وامكانية خلق مشاهد رائعة، وربما قصة خلف الصورة التي التقطت، ويتفاعل معها الجميع على اي موقع يتيح المشاركة في الصورة، وقد برع الكثير من هذا الجيل في فن التصوير الفوتوغرافي في العراق، واصبح يمارس كهواية ومهنة في الوقت نفسه، ومنهم المصور البارع الشاب كرار فالكو الذي اتجه الى عالم فن التصوير ولم يكمل دراسته، وفضل التركيز على دراسة وتعلم فن التصوير.
 
حادث
حدثنا كرار عن تجربته وقال: في البداية كان التصوير بالنسبة لي هواية محببة فقط، وكنت اشتغل في اعمال شاقة في البناء، ثم حصل لي حادث في اصبعي ولم استطع العمل في اشغال البناء، واتجهت الى ممارسة هوايتي في التصوير، وبقيت من سنة 2017 بدراسة هذا الفن الى سنة 2018 عن طريق كورسات اون لاين لمصورين اجانب محترفين، واستغليت وجود موهبة التصوير عندي، وتعمقت اكثر في دروس التصوير، واصبح هدفي في الحياة أن اصبح مصورا محترفا، ويصبح فن التصوير كهواية ومهنة بالوقت نفسه، وتعلمت النقاط الاساسية في التصوير من بعض الاصدقاء المصورين العرب المحترفين والنقاط الاحترافية تعلمتها من المصورين الاجانب من حيث المعالجة والالوان، وخلال سنة واحدة اصبحت لدي خبرة كمصور محترف، جعلتني اهتم بكل شيء يخص التصوير، وبدأت بالتصوير الاحترافي من سنة 2019 الى سنة 2020 وجلبت الكاميرا الخاصة بالتصوير، وصورت الكثير من الصور المختلفة للطبيعة، وبدأ الناس يطلبون مني جلسات تصوير لعدة مناسبات مختلفة.
 
تشجيع
مصورة فوتوغرافية محترفة اخرى وهي لينا داوود الشكرجي، شابة عراقية تسكن اربيل تحدثت عن رحلتها مع التصوير وقالت: درست تصميم غرافيك في كندا، وتنقلت كثيرا بين الدول وقد اضاف الي هذا التنقل الكثير من المعلومات عن التصوير، وبدأت في التصوير في نهاية المرحلة الدراسية، وقد ساعدني استاذ في المدرسة نفسها وهو مختص بالكومبيوتر والغرافيك واعطاني معلومات عن قوانين التصوير واعدادات الكاميرا، وبعد ان حصلت على الكاميرا الخاصة بالتصوير بدأت بالتصوير، واصبح بالنسبة لي موضوعا اعبر به عن نفسي، وصورت اشياء تعبر عن نفسي في تلك الفترة وعرضتها على الانترنت في صفحة خاصة تنشر فيها نشاطات مختلفة للفنانين والمصورين، وتفاجأت بوضع الصورة التي عرضتها على الصفحة الرئيسة وقد حققت نسبة اعجاب كبيرة، وهذا شجعني اكثر في الاستمرار والابداع.
واضافت الشكرجي عند سفري الى كندا تعرفت على مجموعة من المصورين وشاركتهم في عرض صوري، وكانوا يعتبرونني مميزة بصوري عن الاخرين، وشاركت في معرض اقيم للفنانين المصورين في الجامعة في تورنتو بكندا.
 
«BMW»
تسترسل لينا وتقول  «اما في اربيل فقد عملت ايفنت مرتين لعرض الصور مرة سنة 2020 وبعدها بفترة ايضا عملت ايفنت آخر، وذلك لغرض التعرف على الفنانين والمصورين في اربيل من خلال اعمالهم المعروضة، واخترت مكان الايفنت طريق القلعة، وحصل على اعجاب الناس كثيرا»، ومن الاعمال المتميزة لها في اربيل، كلفت بتصوير سيارة بي ام دبليو من الشركة الرئيسة في المانيا واقترحت اختيار مكان تظهر القلعة خلف السيارة في التصوير لتبين احد معالم العراق في تصوير سيارة بي ام دبليو، وسوف تنشر صور سيارة التي صورتها لينا في شوارع أربيل، اذا وافقت الشركة في انجاز هذا التصوير، وكذلك نشر الصور في الصفحة الخاصة بسيارة بي ام دبليو في المانيا.
حلم
ومن الأهداف التي تود لينا تحقيقها هو امتلاكها لاستوديو كبير واسع يمكنها العمل فيه، وكذلك يستخدم كاستوديو كورسات لتعليم مجموعة من الطلبة على التصوير للراغبين في تعلم  كيفية التصوير الفوتوغرافي، اضافة الى رغبتها في زيارة كل مناطق العراق لكثرة المعالم الحضارية والاثرية من الشمال الى الجنوب، والتقاط الصور لها ولكن لا تستطيع أن تنفذ هذه الرغبة لوحدها ولا بد من شخص مهتم بالموضوع لمساعدتها، لانها تحتاج الى تفرغ وتخطيط مسبق ومبلغ مادي
 لتنفيذها. 
وقالت عندما ابحث في غوغل  عن العراق وما يحتويه تظهر لي فقط صور حروب ودمار ومآس، وتتساءل لينا لماذا لا يظهر الجانب الجميل الموجود في العراق ليتعرف العالم عليه؟، ويجب علينا نحن المصورين المحترفين أن نسلط الضوء على الآثار والاماكن الحضارية في العراق، وقد ركزت في صوري على القلعة لتواجدي في اربيل ولا اعرف معلماً آخر غيرها حاليا، وهي فعلا رمز من رموز العراق
الاثرية.
ونوهت الى رغبتها في ايصال فكرة وصوت ومعنى للصور التي تلتقطها وليست فقط صور حفلات واعراس، فهي تفضل الصور التي تحمل معنى وقيمة في الوقت
 نفسه.