داعش وأخواتها

آراء 2021/11/13
...

 عباس الصباغ 
 واهمٌ من يعتقد ان المعركة مع عصابات داعش وبعد سنين طويلة من اعلان بيان النصر قد انتهت او حسمت بشكل نهائي وميداني على الارض، وماجرى مؤخرا في المقدادية يؤكد هذا الكلام فما زالت الكثير من الدلالات تشير الى أن داعش مازالت قادرة على توجيه ضربات ارهابية خاطفة ونوعية موجعة ضد اهداف منتقاة باستغلال اية فرصة تسنح لها
وتعتقد أنها سهلة حين تجد اية ثغرة تنفذ من خلالها، لذلك فلا تزال يحلم بالوصول الى متون حزام بغداد وهو هدفها القديم وبضربات نوعية بالاقتراب من هدفها الستراتيجي النوعي بتهديد العاصمة من خلال حزامها، والمقدادية أحد السبل الى ذلك بحسب اعتقادها المريض، والادوات ما زالت متوافرة ومتمثلة بداعش واخواتها {الحواضن اللوجستية + الخلايا النائمة} وداعش مع اخواتها تستخدم ذات النهج التخريبي والإرهابي القديم بضرب الاهداف المنتقاة ذات التنوع الطائفي والاثني، لضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، منها انها لتثبت للعالم بأنها ما زالت موجودة في الساحة كي تعطي دفعة معنوية؟ وثانيا لخلخلة مكونات النسيج المجتمعي العراقي وضعضعة تماسكه، لأنها تخطط لحدوث مضاعفات او مشاكسات جانبية لضرباتها ـ لاسمح الله ـ لكن وعي الشعب العراقي وتآلفه الوطني طالما فوّت الفرص على داعش واخواتها ولم يعطها الفرصة لتأخذ أنفاسها للتمتع بتحقيق اهدافها، خاصة في المقدادية ذات التنوع الطائفي والاثني، التي تحاول داعش مستميتة في اعادة سيناريوهاتها القديمة كما حدث في سامراء ومن بعدها في الموصل وغيرها وباستخدام الذئاب المنفردة بضربات استباقية ارهابية جبانة. 
للرد على هذه المعضلة التي تتكرر دائما هو الاستمرار في مسك الارض وردم الثغرات الامنية التي قد تحصل هنا او هناك، خاصة في المناطق التي يشتبه انها تحتوي على حواضن، وعدم التراخي او التهاون في متابعة الخطر المحدق ومن اي منشأ، اضافة الى معالجة ملف الحواضن اللوجستية ببرامج تنقية وطنية ومحاولة إرجاعها الى الصف الوطني وتنقية {فلترة} اجوائها من ادران ايديولوجية داعش سيئة الصيت، القائمة على معاداة الشعب العراقي وتكفير واقصاء ومحو كل من لا يتفق مع اطروحاتها القروسطية، فضلا عن تمييز من تأثر بها عن غيره، ناهيك عن تفعيل الجهد الاستخباراتي لأنه المفتاح نحو عدم تكرار الفواجع، التي تقترفها عصابات داعش واخواتها، مستغلة الثغرات الامنية والاستخباراتية التي تحدث كما تستغل المناخ السياسي في المشهد العراقي العام والتوترات والتجاذبات والانسدادات، التي تكتنف حيثيات هذا المشهد كملف الانتخابات المثير للجدل وما اكثرها في هذا المشهد.