كشفت الحكومة البريطانية، امس الجمعة عن أن التصويت الثاني في مجلس العموم، حول اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) الذي تم التوصل إليه مع بروكسل، سيجري يوم الثلاثاء المقبل.
وأكدت آندريا ليدسوم وزيرة شؤون الدولة بمجلس العموم البريطاني، موعد إجراء التصويت. وفي حال تم رفض الاتفاق مرة أخرى، ستسمح رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإجراء تصويت في نفس الأسبوع على انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، أو تأجيل الخروج. وتعتزم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الضغط على المفوضية الأوروبية لإخراج المفاوضات حول “بريكست” من الطريق المسدود، قبل تصويت حاسم جديد على اتفاق
الانفصال. ولم تحصل لندن حتى الآن على تنازلات من الاتحاد الأوروبي، ترى المملكة المتحدة أنها يمكن أن ترجح الكفة لمصلحة النص الذي رفضه النواب البريطانيون في كانون الثاني الماضي. وستتطرق ماي إلى المسألة اليوم في غريمسبي بشمال شرق انكلترا، في خطاب تلقيه أمام «عماليين»، حسب ما أعلنت رئاسة الحكومة
البريطانية. وستؤكد رئيسة الوزراء المحافظة في الخطاب «كما أنه سيتحتم على النواب (البريطانيين) القيام بخيار مهم الأسبوع المقبل، على الاتحاد الأوروبي القيام بخيار أيضا»، حسب مقاطع من خطابها نشرها مكتبها مسبقا. وتضيف ماي أنه «من مصلحة الأوروبيين أن تخرج المملكة من الاتحاد باتفاق»، مؤكدة «سنعمل معهم لكن القرارات التي سيتخذها الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة سيكون لها تأثير مهم في نتيجة التصويت». وتصمم ماي، على ان حكومتها تبقى «مصممة» على الحصول على «تغييرات ملزمة قانونيا» في البنود المتعلقة «بشبكة الأمان» الإيرلندية في الاتفاق، الحل الذي وضع لتجنب عودة حدود فعلية بين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، وإيرلندا الشمالية إحدى المقاطعات الأربع التي تتألف منها المملكة المتحدة. لكن الأوروبيين استبعدوا مرات عدة إعادة التفاوض حول الاتفاق الذي وقعته الدول الـ27 وماي في تشرين
الثاني 2018. ورأت الوزيرة الفرنسية المكلفة بالشؤون الأوروبية ناتالي لوازو امس الاول الخميس خلال زيارة لبريطانيا أن النص الذي وقع «هو الاتفاق الأفضل والوحيد الممكن»، مؤكدة أنه «من غير الوارد إعادة طرحه أو إعادة التفاوض حوله”. وقالت لوازو «لنكف عن التركيز على شروط انفصالنا ولنعمل على العلاقة المستقبلية”. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي مستعد «للتفكير» في «توضيحات»، لكنه ينتظر أيضا «مقترحات»
من لندن. وفي حال رفض النواب البريطانيون الاتفاق الثلاثاء المقبل، فستطلب منهم ماي في اليوم التالي أن يحددوا ما إذا كانوا يريدون مغادرة الاتحاد
بلا اتفاق. وإذا كانوا يرفضون فكرة «غياب اتفاق»، فستقدم لهم الخميس اقتراحا بإرجاء «محدود» لبريكست المقرر في 29 آذار الجاري. وكانت ماي قد أعلنت عن خطة لإجراء عمليتي التصويت يومي الأربعاء والخميس المقبلين.