الــحـرب والـتـأهـيــل الاجتمــاعــي

آراء 2021/11/16
...

  كاظم الحسن  
    الحرب بطبيعة الحال، هي نقيض السلم، وهي دمار في كل شيء وحتى على مستوى الافراد، فإنها مصدر السموم، فالعراك ماذا ينتج عنه غير الموت والخراب والعوق والسجن والمستشفى وضياع المستقبل والافق الرحب والانسان الذي هو مصدر القيمة.          
والعراق وليس العراك، تاريخه المعاصر منذ أحداث 1958 هو حروب عبثية، لا طائل منها وعلى مسميات ايديولوجيا بائسة، بحيث تحولت نعمة الثروات ومنها النفط، الى وقود لموته وحرمته من جنة ولذة العيش الكريم واللائق، حتى تحول العراقي، الى لاجئ في كل مكان.
مازلنا بلد الشعارات بامتياز، وكأن التجارب التي مررنا بها لم تعلمنا شيئا ولم تتحول الى دروس وعبر، تمنحنا الحكمة والنضج، لعبور التحديات والمخاطر، التي نمر 
بها. 
الكثير من الأمم التي مرت بالحروب، تعمل على تأهيل من حمل السلاح، على أن عهد الحروب، قد انتهى ويجب عليهم تفهم الحياة المدنية، لأن آثار المعارك تبقى في النفوس، فترة ليست بالقصيرة، ومالم تعالج فإن أضرارها كبيرة وممكن ان ترتد على صاحبها وتحيله الى جحيم وتسمم حياته. وقد قال أحدهم، إن الحرب من الخطورة فلا بد ان يكون قرارها ليس بيد الجنرالات وحدهم؛ لأن الحرب تخص مصير الشعب والبلد ومستقبلهم وهو قرار دائما يختاره الدكتاتور، الذي لايسمع أحدا سوى نفسه. 
يقول أحدهم عن دكتاتور العراق المقبور صدام كل الرؤساء في العالم لديهم مستشارون في العالم إلّا هذا فإنه مستشار 
لنفسه؟. 
وهذ يكفي لتهوره وطيشه واندفاعه الأحمق، نحو الحروب وصناعة الأزمات وعزل البلد عن العالم وتدمير ثروات الشعب ومقدراته في كل المجالات. 
الغريب في الحروب أن الخاسر والفائز في الميزان نفسه من حيث الدمار والخراب لكلا الطرفين، الثمن تدفعه الشعوب من دمائها ومستقبلها لكي يتوشح الجنرالات والطغاة بالأوسمة والنياشين، على حساب حياة المجتمع وتفويت فرص التطور والتقدم والعيش الكريم للأمم الحيَّة، لا شيء مضاد للحروب افضل من الديمقراطية والحرية واحترام الدستور وفصل السلطات، هذا ما نشاهده في الدول الديمقراطية التي دفنت الحروب على أنقاض الدكتاتورية، واصبحت مقولة إن الدول الديمقراطية لا تتحارب بينها هي الرائجة في عالم اليوم، وهذا يعود الى تعدد السلطات وعدم حصرها في جهة معينة بحيث تستأثر بالقرار السياسي وتنفرد به من دون ان يكون هناك رادع لها، يمنعها من الاستبداد والتحكم بمصير الشعب ومستقبله، هكذا هي الأمم الحرة تربح حاضرها ومستقبلها على المدى البعيد، وهنا تظهر الحكمة والنضج في ادارة 
البلاد.