داعش وتكرار أخطاء القتال

آراء 2021/12/06
...

  سعد العبيدي 
 
استهدفت عصابات داعش الارهابية أخيراً نقطة للبيشمركة في مخمور، نتج عن هجومها الإرهابي استشهاد ثلاثة عشر مقاتلاً، ومن قبلها استهدفت نقاطا للجيش والشرطة في مناطق متفرقة من ديالى وصلاح الدين وكركوك، بالطرق ذاتها: استهدافاً لنقطة أو موقع شبه منعزل، تزرع قبل تنفيذ الهجوم عبوات ناسفة، على طريق الامداد، ثم تنفذ غارتها هجوماً سريعاً، تكمن من بعده الى القوات التي ستهرع لتقديم العون والإنقاذ، تفجر عليها العبوات ثم تستهدفها بهجوم ثانٍ، توقع بها خسائر تفوق تلك الخسائر، التي تسببت في حصولها بالموقع الأول. 
إن الحرب على داعش، وقوى الإرهاب من قاعدة، وعصابات أخرى، بدأت منذ ما يزيد عن (17) عاماً، شاركت فيها دعماً مباشراً جيوش وقوى دولية، وتزودت خلالها القوى الأمنية العراقية بمعدات حرب تحسب حديثة، وحصلت على فرص تدريب دولي ومحلي تكاد تكون متواصلة طوال تلك 
السنين. 
حقائق تدفع الى السؤال: 
لمَ تكرر القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب، الأخطاء ذاتها، دون أن تتعلم من خبرات الحرب، كيفية التعامل مع عدو يكرر أساليبه في القتال كل مرة؟.
في الحروب وأعمال القتال، عادة ما تلجأ القوات المقاتلة، أو قادتها الى دراسة أساليب عدوهم، وتعمل بعد كل معركة مؤتمرات، وإيجازات عن أساليب إدارة المعارك، تشخص أوجه القوة، والضعف، وتحدد أخطاء ومعالم قوة الخصم، بغية الوصول الى ما يسمونه الدروس المستفادة، خبرة يعدلون على أساسها أساليبهم في القتال، ويغيرون مناهج التدريب، أو يعززونها بالنافع من أساليب، ويتحسبون للعدو بالطريقة المناسبة لتحول دون تنفيذه الهجمات وتوقع به أعلى الخسائر. 
يبدو من تكرار الأخطاء وثبات أساليب داعش في القتال واستمرارها في احداث الخسائر بالأرواح، تؤشر معطيات التدريب المتبعة في القوات الأمنية قصوراً في انتاج الأداء الأمني المناسب، وقصوراً في التزامات القادة بمتابعة أسليب العدو والدروس المستفادة، وقصوراً في الإدارة النفسية المعنوية العامة. 
والى أن تعالج كل أنواع هذه القصور سيستمر الاستنزاف.