تثميناً لمسيرته الإبداعية .. السيمفونية العراقية تحتفي بالمايسترو عبد الرزاق العزاوي

الصفحة الاخيرة 2021/12/06
...

 بغداد: نورا خالد
بقيادة المايسترو كريم وصفي، قدمت الفرقة السيمفونية العراقية الجمعة الماضي حفلها الدوري على خشبة المسرح الوطني احتفاء بالموسيقار عبد الرزاق العزاوي، بوصفه رمزا من رموز الموسيقى العراقية واول قائد عراقي للاوركسترا الوطنية. وافتتح الحفل بمقطوعة «السنا»، من تأليف المحتفى به، وقدمتها الفرقة السيمفونية بقيادته، ونالت استحسان الجمهور الذي غصت به مدرجات المسرح.  
 
المايسترو علي خصاف عد الاحتفاء بالعزاوي «مبادرة جميلة لتكريم رمز من رموز الموسيقى العراقية وشخصية لها تاريخها وحضورها وانجازاتها منذ أن كان مديراً للموسيقى العسكرية ومديراً لموسيقى المدرسة العسكرية وله مساهمات كبيرة»، متمنياً أن «تستمر هذه الممارسة لجميع الشخصيات التي بذلت جهوداً كبيرة في خدمة الموسيقى العراقية»، واهدى العزاوي لخصاف عصا القيادة التي قاد بها احد مؤلفاته وهي مقطوعة «السنا». 
مقطوعة افتتاحية المهرجان للمؤلف الموسيقي الروسي ديمتري شوستاكوفيتش، ثاني المعزوفات التي قدمتها السيمفونية باحترافية عالية وحماس كبير.
وخلال الحفل كُرِم العزاوي بدرع الوزارة الذي قدمه وكيل وزارة الثقافة الدكتور نوفل ابو رغيف قائلا «في حضرة احدى قامات العراق يمتلئ المكان حباً وشموخاً
وجمالاً».
الموسيقار سامي نسيم اشار في حديثه لـ «الصباح»، الى أن «الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية تعد اهم الفرق الموسيقية الآلية العراقية واقدمها عربيا وحافظت على استمرار عطائها بكل الظروف من مد وجزر، ورغم عدم وجود مكان محدد لها للتمارين. 
لافتاً الى انحسار كل الفرق الأخرى نتيجة لقلة الدعم ومن ذلك فرقة الإذاعة والتلفزيون وفرقة الانشاد العراقية وفرق عديدة مهمة، لكن الفرقة السيمفونية تجاوزت تلك الصعاب باصرار أعضائها وعمق تفكيرهم، ونجحت باستقطاب جمهور لحفلاتها من خلال شباك التذاكر، وكذلك تطور أداء العازفين العراقيين فيها ولم تعتمد على الكادر الأجنبي كعازفين وقادة لها كما كان في الثمانينيات، وهذا نجاح يحسب للفرقة، وهي تقدم اعمالاً موسيقية نوعية».
اما السيمفونية الخامسة لبيتهوفن فكانت أبرز المؤلفات الموسيقية التي قدمت خلال الحفل بقيادة الموسيقار كريم وصفي.
وقدم ضباط صنف الفنون الموسيقية العسكرية في وزارة الدفاع باقة ورد للمحتفى به، تعبيراً عن تقديرهم للعزاوي ومسيرته الموسيقية الطويلة والزاخرة بالابداع.
الفنانة التشكيلية بشرى سميسم اوضحت أن «الحفلات الموسيقية في بغداد انتشرت في الآونة الأخيرة، لأن الذائقة ارتقت وزاد وعي الناس بكل ما هو راق وجميل، بعد أن كان جمهور السيمفونية يقتصر على النخبة والطبقة المخملية، لأنه عادة ما تقدم معزوفات عالمية لبيتهوفن وشوبان وفنانين عالميين ولكن اليوم الذائقة اصبحت مهذبة خاصة عند «السميعة» ومتذوقي الأعمال العالمية والعراقية على حد سواء، وهذا ما نراه من خلال امتلاء مدرجات المسرح الوطني بمحبي الموسيقى
والجمال».
واختتم الحفل بمقطوعة «ضوء القمر» للمؤلف الفرنسي كلود ديبوسي، وتقديم وصفي باقة ورد باسم الفرقة السيمفونية للعزاوي تقديراً لجهوده في اثراء الموسيقى العراقية من خلال تبوئه العديد من المراكز ومنها قيادة السيمفونية الوطنية.