بغداد: نافع الناجي
الغلاء الذي مد جناحيه لكل شيء تقريبا، امتد ليطال مرة اخرى لحوم الدواجن والبيض في الأسواق، فقد تجاوز سعر الكيلو غرام الواحد من الدجاج خمسة آلاف دينار وطبقة البيض وصلت في بعض الأحيان الى سبعة آلاف دينار، ليضافا الى قائمة المواد والسلع التي تلتهب أسعارها بإطراد لتثقل كواهل أصحاب الدخل المحدود.
المربّون من أصحاب حقول الدواجن يعزون أسباب الغلاء الى تلاشي الدعم الحكومي وارتفاع أسعار الأعلاف والوقود والأدوية واللقاحات البيطرية وغيرها من المستلزمات الضرورية.
وكانت وزارة الزراعة، قد اعلنت في نيسان الماضي وضع تسعيرة لطبقة البيض والدجاج للسيطرة على ارتفاع الأسعار في الأسواق الا ان ذلك لم يحصل لغاية الان.
خالد السامرائي صاحب احد مصانع الأعلاف، يقول :"من شهر كانون الأول الجاري الى شهر آذار المقبل تقل كمية الإنتاج بسبب تقليص كميات ربط وتربية الدجاج لإرتفاع كلف الإنتاج من جهة كالوقود والغاز فضلاً عن كونه بمثابة موسم أمراض وفيروسات تصيب طيور الدجاج".
وشكا السامرائي من غياب الدعم الحكومي سواء للمربّين وأصحاب حقول تربية الدواجن أو لمالكي مصانع الأعلاف التي تغذي تلك الحقول بالمنتج الوطني بدلاً من الاستيرادات التي تستنزف العملة الصعبة، لافتاً الى، إن "الحال لو استمر هكذا فستحدث مشكلة كبيرة في هذا القطاع الحيوي" حسب تعبيره".
وقد يفضي حسب خبراء اقتصاديين الى كارثة اقتصادية كبيرة تشمل غلق عشرات آلاف الحقول وتسريح آلاف الأيدي العاملة فيها.
هاشم حسين مالك أحد مشاريع الدواجن اللاحم، يقول : في هذا الحقل لم يتبق سوى ثلاثة آلاف طير دجاج من أصل خمسة عشر ألفاً، والسبب تفشّي الأوبئة الناجم عن شح الأدوية واللقاحات البيطرية".
وأضاف "هي حالة تنطبق على معظم حقول تربية الدواجن في العراق، حيث تسبب الجفاف بغلاء الأسعار، إضافة الى غلاء أسعار الأعلاف والوقود والكهرباء والأدوية واللقاحات وغيرها من مستلزمات الإنتاج الأساسية".
غلاء أسعار لحوم الدجاج الحي والبيض يرغم السواد الأعظم من السكان، سيما أصحاب الدخل المحدود على اقتناء الدجاج والبيض المستورد، الذي غالباً ما يكون غير صالحٍ للاستهلاك البشري، أو هجرة اللحوم الحمراء والبيضاء والاتجاه نحو بدائل نباتية بسبب الإضطرار.
وكان المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف قد اتهم "المحتكرين" بالتحكم بسعر البيض والدجاج في الأسواق المحلية، مشيراً إلى أن "كميات البيض والدجاج متوفرة بشكل جيد في الأسواق المحلية، لكن بعض التجار يحتكرون هذه المواد ويفرضون الأسعار المرتفعة".
وقال : إن "الوزارة شكلت لجان مراقبة في الأسواق، لمتابعة الموضوع"، مؤكداً أنه "لا عودة للمربع الأول وسنستمر بمنع استيراد الدواجن والبيض، بهدف حماية المنتج المحلي".