{غنية}.. ترنيمة سومرية من جنوب القلب

الصفحة الاخيرة 2021/12/08
...

 بغداد : وائل الملوك
كشف التشكيلي رياض غنية لـ}الصباح} عن استمرار معرضه المقام في
{the gallery} لمدة اسبوعين بعد أن تم افتتاحه قبل عدة أيام وسط حضور نخبة من المختصين بالفن التشكيلي ومحبي هذا الفن. وأثار الفنان من خلال اعماله اعجاب العديد من الحاضرين، وخصوصاً إنه عرف معرضه الذي حمل عنوان {غنية} بصورة شعرية من خلال كلماته التي ذكرها ودونها في {فولدر}
المعرض بعد الترحيب بالحاضرين وسعادته بوجودهم.
 
 قائلا: {الدافع لهذه المجموعة من اللوحات هي (غنية) امرأة من جنوب العراق تحمل وجهاً مشرقاً جميلاً، وولدت قرب نخلة على نهر الفرات}. 
مضيفا}رغم جوع {غنية} الا انها كانت تطعمنا من روحها، وادواتها اليومية كانت تصنعها من سعف النخيل، وتصنع من الملابس التي يتوارثها اطفالها الى أن تبلى بسطا ومفروشات ملونة تنقش عليها أشكالاً جنوبية ورموزا توارثتها بالفطرة، وهي من علمتني كيف اصنع حصاني من الطين وكانت تصنع تنور الخبز المقدس بطريقة السومريين من حبال طينية}. 
والمحت الفنانة زينب الركابي، ان {غنية هي حكاية المرأة العراقية والام بتفانيها وصبرها من أجل ابنائها، اذ تشتت الأبناء في المنافي حتى اذا جاءت فرصة اللقاء بعد سنين، كان الوقت قد فات فقد قتلها الانتظار}، مبينة أن {رياض غنية قدم معرضا لافتاً ومميزاً في كل شيء، فقد خطط لتحقيق الدهشة عند المتلقي ليتأمل فيها منجزه الذي استغرق وقتاً طويلاً للإعداد له، مستخدما العديد من المؤثرات كطريقة التقديم والاضاءة الى استخدام الانستليشن الذي يتوسط القاعة على الأرض وهو منفذ على الورق وبالأسود والأبيض، بخلاف أعماله المعلقة على الجدران التي تزخر بالألوان}. 
بينما عبر النحات مازن منذر، عن سعادته بمنجز الفنان، مؤكداً أن اكثر ما استنفر مشاعره عمل رياض التركيبي {الانستليشن} والمنفذ على الورق وبالأسود والأبيض على الارض، وطريقة تسليط الاضاءة عليه اعطته روحية مختلفة عن بقية الأعمال الجدارية، وبالحقيقة إن هذا العمل عرفني بالحزن الذي يسكن الفنان فراقاً على والدته {غنية} والتي كانت عنوان وثيمة 
المعرض.
التشكيلية نبراس هاشم، قالت: وجوه رياض غنية لم تكن جديدة فعلا، بل كانت حنونة صادقة واضحة في رسائل السلام والحب والتسامح، وفي كل وجه كنت اقرأ الابتسامة الصافية، والعلامات المستخدمة مع وجوه غنية فيها تكرار غير ممل اطلاقاً، ولو تكررت عشرات المرات أراها تصاحبني بابتسامة، والمفاجأة التي تلقيتها اني وجدت رياض مشتغلاً على مساحة كلاسيكية في المنتج غير الذي نتكلم عنه ويعني التحرر من حدود اللوحة والانفتاح الى التركيب والتجميع والجسد وغيرها من الفنون المفاهيمية المختلفة، والاجمل أن عنوان المعرض حمل اسمه، وهذا مؤشر واضح ومباشر على أن رياض مكتفٍ بكل تفاصيل المنتج الذي قدمه باسم والدته التي اتخذها كُنية صادقة لاسمه.