الهلاك مصير قطعان من الماشية في بادية السماوة

العراق 2021/12/09
...

 بغداد: نافع الناجي
 
في مَشهدٍ مؤلم وصادم، تعرضت قطعان كاملة من الماشية الى الموت في بادية السماوة، لأسبابٍ عزاها المربّون والرعاة الى الجفاف والتغيرات التي يشهدها المناخ، فضلاً عن الأمراض والأوبئة التي فتكت بالقطعان نتيجة اعتمادها على أعشاب صحراوية أغلبها ضارّ 
وسام.
ووصف مربّو الأغنام في المثنى هذا المشهد، بأنه أكبر حادثة نفوقٍ للماشية منذ سنوات عديدة تسجّل في بادية السماوة، التي اشتهرت بثروتها الحيوانية الضخمة طيلة عقود.
وقال المربي شيّال المشعلاوي لـ "الصباح": ان "كارثة ستحلّ بنا، فيما لو استمر الوضع على ما هو عليه من دون تحرك حقيقي وملموس لإنقاذ ما تبقى من قطعاننا التي هلك أغلبها".
وأضاف "من كل ألف رأس غنم، نفق ما لا يقل عن 300 رأس، الأمور تتدهور بسرعة وهذا أسوأ موسم جفافٍ نعيشه منذ عقود 
طويلة".
مربي آخر قال "سبب هلاكات الأغنام هو الجفاف والجوع، لم تعد هنالك فائدة مرجوّة من الأعلاف أو الأرض فالجفاف أحرق الأرض وما فيها من غلال".
ويشكو سكان البادية بعامةٍ ورعاة بادية السماوة بخاصة، من أن هذا العام يشهد اكبر موجة جفافٍ تحلّ بهم، وهو جفاف يهدد الثروة الحيوانية التي تعد إحدى الركائز الأساسية في اقتصاد البلاد وأمنه الغذائي، ما أضطرهم للاعتماد على أعلاف مصنّعة غذائياً، تخلو من المواد الأساسية والبروتينات التي يحتاجها الحيوان. 
المربّي سعود زايد قال: إن "طن النخالة الواحد وصل الى 600 ألف دينار والشعير الى 700 ألف، فلم يعد بوسعنا إطعام قطعاننا سوى علف الدواجن" وتساءل حائراً "بكم نعلف أغنامنا وبكم نبيعها؟.. الموضوع برمّته صار إجترار خسارة إثر أخرى".
مديريات الزراعة وأقسامها، توزع الأعلاف بين أصحاب المواشي بشكلٍ مستمر، لكنهم يقولون إنها قليلة ولا تكفي، لذا نظموا وقفات احتجاجية للمطالبة بدعمهم وتوزيع كميات أكبر من الأعلاف عبر الجمعيات الفلاحية ومديريات الزراعة. 
ويحذّر مربّو المواشي من هجرةٍ جماعيةٍ من البادية والأرياف بإتجاه المدينة، نتيجة الجفاف وقلة الدعم المهددين لما تبقى لهم من قطعان بالنفوق والهلاك، فهل ثمة من سيلتفت لمعاناتهم من الجهات المختصّة؟