موازنات مليارية وبغداد على حالها

العراق 2021/12/13
...

 بغداد: علي موفق
 
جسور متهرئة، شوارع قديمة، مشكلات في نقص الابنية المدرسية، شبكات للصرف الصحي ومستشفيات أكل عليها الدهر، مناطق بلا ماء أو يصل اليها بشكل متقطع، شبكات كهرباء مشوهة بأسلاك المولدات الأهلية، أما المناطق القديمة والبنايات المتروكة في وسط العاصمة فحدث ولا حرج، هي من عصور أخرى، هذا حال لم يتغير في بغداد منذ أعوام.
فعلى الرغم من إنفاق أموال وتخصيصات مليارية لتطوير العاصمة، لكن الحلول بدت ترقيعية، ولم تصل الى مستوى طموح المواطنين الذين أصبحوا يقارنونها بعواصم البلدان، ويتأسون لما وصلت اليه حال العاصمة، التي لم ينعكس عليها أي من ملامح التطور سوى في أجزاء بسيطة كافتتاح المولات.
مواطنون في أحاديث لـ"الصباح" عبروا عن استغرابهم بشأن غياب حملات تطوير العاصمة، سواء على الصعد الخدمية أو العمرانية، فالخدمات في معظمها على حالها. الجسور والطرق السريعة والشوارع الرئيسة شيدت منذ منتصف القرن الماضي، والمدارس أغلبها قديمة، وقطوعات متواصلة في تجهيز الكهرباء والماء، على الرغم من وجود وزارات خدمية تضم آلاف الموظفين.
وبينوا أن "بغداد تشهد نموا سكانيا متصاعدا، لكن حجم الخدمات لا يوازي هذا النمو، فالعاصمة بحاجة الى حملة تطوير كبيرة تشمل مختلف المجالات، كالسكن والتعليم والصحة والطرق والجسور وبقية الخدمات الأخرى".
وحلّت بغداد مرات متتالية كأسوأ مدينة للعيش في العالم بحسب التصنيف السنوي لمؤشر "ميرسر" العالمي لجودة الحياة، إذ تشتمل معايير المسح على جوانب الاستقرار السياسي والرعاية الصحية والتعليم والجريمة والاستجمام والنقل والمرافق والبيئة الطبيعية وإيجار السكن ومعدلات النمو. بدوره، قال مصدر في محافظة بغداد لـ"الصباح": إن "تخصيصات محافظة بغداد في الموازنة قليلة جداً، إذ جرى تخصيص 175 مليار دينار للمشاريع الجديدة، منها 100 مليار لتطوير مداخل بغداد و25 مليارا لإعمار مدينة الصدر و30 مليارا إلى أمانة بغداد، ولم تبق أموال للأطراف والأقضية التي هي بحاجة إلى مشاريع كثيرة" .
وأضاف أن "بغداد تحتاج الى الكثير من المشاريع لسد النقص في بناء المراكز الصحية والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية، وكل هذه المشاريع بحاجة الى أموال لتنفيذها، والموازنة لم تخصص لها أموالا" .
وأكد "نحن بحاجة الى إعادة جدولة المشاريع مع وزارة التخطيط، لأن المبالغ والتخصيصات قليلة جداً لا تلبي
الطموح"