قوات الأمن تواجه متظاهري النجف بـ «الصجم} والاعتقالات

العراق 2021/12/15
...

 بغداد: علي عبد الخالق
 النجف: حسين الكعبي
عاد المحتجون المطالبون بإقالة محافظ النجف لؤي الياسري الى الشارع مجدداً لليوم الثالث على التوالي واتهام المحافظ لؤي الياسري بـ"التقصير" في متابعة ملف المتظاهرين الجرحى والشهداء فضلاً عن ملفات فساد، بينما قال الياسري: إن الحكومة المحلية لا تمانع في خروج التظاهرات.
وأغلق المتظاهرون الطرق المؤدية الى مجمع الحكومة المحلية وعدداً من شوارع المحافظة باستخدام الإطارات المشتعلة، لتندلع المواجهات مع قوات الأمن وسط المدينة، ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي من وزارة الصحة بشأن أعداد المصابين في النجف، لكن صوراً نُشرت على وسائل التواصل أطلعت عليها "الصباح"، أظهرت وقوع إصابات بالغة في صفوف المتظاهرين، واستخدمت قوات فض الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع والكرات الحديدية "الصجم"، بينما أظهرت صور أخرى عمليات اعتقال ميدانية لمتظاهرين.
الناشط أكرم شربة أكد استخدام الرصاص وغاز الفلفل الحارق ضد المتظاهرين. واضاف أن "أجهزة الأمن تتعامل بعنف شديد ومفرط مع المتظاهرين في النجف".
وقال شربة لـ"الصباح": إن "قوات فض الشغب وقوات سوات شنت حملات اعتقال، تضمنت تعذيباً للمتظاهرين، بينها ما تم توثيقه ونشره على وسائل التواصل، بعض المتظاهرين تم ضربهم أمام الملأ وتركهم، بينما تم استعمال العنف الجسدي مع من نقلوا الى مراكز الاحتجاز". الناشط ليث النجم، قال : إن أصل التظاهرات الحالية المُطالبة بإقالة المحافظ تعود الى وجود العشرات مما يُعرف بأنهم جزء من "خيم التصعيد" في احتجاجات تشرين 2019، وهم يحمِّلون الياسري مسؤولية الإخفاق في القبض على العناصر التي تسببت بجرح العشرات من المتظاهرين بشكل بالغ جعلهم معاقين، بالاضافة الى الشهداء الذين سقطوا خلال مصادمات ساحة الحكيم، وأحداث الأربعاء الدامي".
واضاف النجم لـ"الصباح"، أن "المتظاهرين يرون أن محافظ النجف لم يأخذ دوره الحقيقي في ضبط الأمن وحماية المتظاهرين أيام الاعتصامات"، مشيراً الى ان بعض المحامين المقربين من "متظاهري التصعيد"، نصحوا بسلوك الجانب القانوني ضد الياسري بشأن أي خروقات قانونية ومالية بالأدلة والوثائق التي تقدر بخمسين ملف منها الكيبل الضوئي واستغلال الساحات الخضراء والأنبوب الناقل للمجاري في نهر الفرات وسوء نوعية التبليط وقضية مطار المدينة التي لم تُحسم، وبالتواصل مع القضاء ومحكمة استئناف النجف".
وتابع الناشط، أن "التظاهرات الحالية تطالب بزيادة الجهد الأمني في مسألة مكافحة المخدرات، إذ تتعرض النجف الى هجمة كبيرة من قبل عصابات الكرستال"، مبيناً أن "قوات الأمن واجهت المتظاهرين قبل وصولهم الى المجمَّع الحكومي بالـ"صجم والدعبل" إضافة للقنابل الصوتية، وامتدت المواجهات من شارع الكوفة الى شارع المدينة، وخلفت مئات الإصابات".
من جانبه، علق محافظ النجف لؤي الياسري على التظاهرات المطالبة باستقالته، بالقول: إن "الحكومة المحلية لا تمانع بخروج التظاهرات السلمية المطلبية، بل ان على الأجهزة الأمنية توفير الحماية للمتظاهرين"، مبينا أن "الحكومة المحلية تتقبل المطالب الشرعية مهما كانت". وعن الشعارات التي رفعها المحتجون بشأن سوء الخدمات وتلكؤ المشاريع، أوضح الياسري لـ"الصباح"، أن "معالجة هذه القضايا مرتبطة بالتخصيصات المالية من قبل الحكومة الاتحادية، وقد عملنا جاهدين على إنجاز المشاريع بما يتوفر للمحافظة من تخصيصات". 
أما عن المطالبة بإقالته ونائبيه، قال: "نحن مع خضوع الجميع للقانون، وندعو الجميع إلى اتباع الطرق القانونية لتحقيق هذا المطلب، وفي حال ثبت أي تقصير من قبلنا فإننا نتقبله بصدر رحب ونؤيد الجوانب القانونية مهما كانت".