معاناة اللاجئين.. شتات مستمرّ حتى اللحظة

العراق 2021/12/18
...

 بغداد: نافع الناجي
 
في غضون العقدين الماضيين، عاش الشباب ظروفاً متشابكة ومعاناةً مستديمة، شابها القلق والتشتّت، حتى خرج المهاجرون المحملون بأعباء الحروب والاضطهاد وشبح الإرهاب الذي طالت أذرعه الأخطبوطية مدن العراق وجعل نهاراتهم قاتمة وطموحاتهم ذابلة كورق الخريف. 
شتات مستمرّ حتى اللحظة، فلا تزال الهجرة غير الشرعيَّة تستقطب الشباب لتبقى المنظمات الدولية تكافح في توعية مستمرّة للحدِّ منها عبر المهرجانات التي أقيم آخرها في أروقة كلية الفنون الجميلة. 
فانيسيا مسؤول إعلام منظمة الهجرة الدولية قالت: "كان لنا عظيم الشرف أن نكون اليوم ببغداد، ونقيم هذا المهرجان الذي يحتفي باليوم العالمي للمهاجرين". وأضافت " نظمنا المهرجان بدعم من منظمة الهجرة الدولية وبالتعاون مع كلية الفنون الجميلة، وهو رسالة حب وسلام وتضامن مع بلدكم العريق وشعبه الكريم".
عميد كلية الفنون د. مضاد عجيل، أوضح، "ككلية فنون جميلة سُررنا بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية وساعدناها في رسم سياسات ونشاطات ثقافية، عبر تسليط الضوء على قضية كبيرة شغلت بال المجتمع الدولي وهي الهجرة غير الآمنة". مضيفاً، "حفزنا الناس والشباب عبر نشاطات ثقافية مختلفة ومتنوعة على الهجرة الآمنة والقانونية والشرعية والابتعاد عن كلِّ ما هو ضارّ أو من الممكن أن يلحق الضرر بالأفراد والمجتمع والأسرة". 
اللوحات الفنية والصور ومقاطع الموسيقى والغناء، جسّدت معاناة وواقع المهاجرين الذين يتألمون بصمت، عبّر عنها بمشاهد تمثيلية مسرحية، فمنهم من فقد ومنهم من ما زال يعاني وآخر لا يستطيع الرجوع إلى البلاد بسبب أزماته المستمرّة. 
الفنان عمر رعد الذي شارك بالمهرجان، قال: إنَّ "الحيوية وعودة الحياة بدأت تعود إلى مفاصل هذه الكلية المهمّة، وصرنا نستقطب شباباً كثيرين مع زيادة الاهتمام بهذه المواضيع". 
وأضاف، "يوافق اليوم اليومَ العالمي للمهاجرين، ونحن نقاسمهم ونشاركهم معاناتهم وهم خارج بلدهم، نقول لهم نحبكم ونقاسمكم كلَّ معاناتكم ونتمنى عودتكم سالمين لوطنكم لتسهموا ببناء محبته الكبيرة". 
محنة الهجرة، حلت على مجتمعات كثيرة ومنها العراق، فالنزوح له دواعٍ كثيرة أمنية واقتصادية وسياسية تتفاقم ويتفاقم معها النزوح، لكن يظل الحفاظ على حياة المهاجر وكرامته رهاناً كبيراً.