ميركل تغادر المستشاريَّة الألمانيَّة ببصمات زعيمة متميزة

آراء 2021/12/18
...

 عبد الحليم الرهيمي
 
باحتفال مهيب وغير صاخب وبعزف فرقة موسيقية رافقت المجموعة العسكرية التي شاركت في توديعها، غادرت انجيلا ميركل الزعيمة الالمانية منصب المستشارية الذي شغلته لمدة ستة عشر عاماً وذلك يوم السبت الماضي الموافق الرابع من كانون الاول الحالي، بعد أن تنحت من منصبها بإرادتها ووفق الدستور في نهاية ولاية كاملة كما أشارت لذلك صحيفة (الغارديان) البريطانية، وذلك على عكس أسلافها المستشارين السبعة من الذكور الذين سبقوها في تولي هذا المنصب، رغم بقاء مستويات شعبيتها مرتفعة جداً الى درجة دفعت المرشحين المحتملين لخلافتها تقليد اسلوبها بطريقة أو أخرى.
غادرت الزعيمة المستشارة ميركل منصبها وتركت بصماتها في العمل وإدارة ألمانيا على مختلف الصعد الداخلية والأوروبية خاصة والدولية، وهي بصمات ستبقى لزمن طويل يتذكرها ويستلهمها الشعب الالماني، كما يرى الذي راقبوا سلوك وسياسات ميركل طيلة السنوات التي تولت فيه موقع 
المستشارية.
ففي حين عملت وتمكنت من نقل حزبها (الاتحاد الديمقراطي المسيحي)  الى مركز الطيف السياسي الذي يضم مختلف التحالفات حتى صار حزبها، كما تقول الصحيفة المذكورة، بمثابة (الشمس التي تدور الأحزاب الأخرى 
بمدارها)!.
وعلى الصعيد الأوروبي نقلت ميركل المانيا الى موقع القوة الأوروبية الأكثر فاعلية في ايجاد الحلول والتسويات، بل وسعيها بشكل خاص مثلا على بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي والحفاظ على وحدته وإن لم توفق بذلك، فضلاً عن دورها في الحد من إخطار الأزمات الاقتصادية التي واجهت الاتحاد الاوربي بعهدها.
ومن البصمات المهمة التي تركتها في سياسة بلادها الخارجية هي مسألة ايواء اللاجئين القادمين لألمانيا ودول أوروبية أخرى من بلدان شرق اوسطية واسيوية عديدة.
حيث واجهت الحملات الانتقادية لهذه السياسة من جهات يمينية دون أن تتراجع.
اخيراً يمكن القول، اذا كان من الصعب الحديث، بعجالة، من كل البصمات المتميزة التي تركتها في حياتها السياسية والعامة وخاصة بعد توليها منصب المستشارية منذ العام 2005، فلا يمكن تجاوز الحديث عن حياتها الخاصة التي اتسمت بالبساطة في العيش والملبس، وهي تعيش وزوجها في شقة بسيطة متواضعة منذ عقود لم تغيرها بعد تولي المستشارية، وبتاريخها وحنكتها السياسية وإخلاصها ونزاهتها وبصماتها المؤثرة ابرزتها كامرأة وزعيمة سياسية مميزة وكمثال يستلهم منه الكثيرون من نساء ورجال
 العالم.