التجربة المصريَّة.. الواقع والأنموذج

آراء 2021/12/19
...

 علي كريم خضير
 
 للبناءِ صورٌ وأفكارٌ وخيالاتٌ آسرةٌ في كثيرٍ من المشاهد التي تطلُّ علينا بنوافذها الجميلة من العالم، عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي. ومن بين هذهِ التجارب الرائدة هي التجربة المصرية في البناء والإعمار والزراعة والتصنيع. فبعد أنْ تراجعتْ البلاد اقتصادياً وقفت المؤسسة العسكرية لتضطلع فيها بدور رئيس تجسَّدَ في توظيف الطاقات الشبابية لطلائع الجيش المصري في تنفيذ مشاريع وطنية مدروسة ومخطط لها بدقة، من أجل رفع القدرات المعيشية للمواطن، وزيادة عائد الإنتاج الوطني. إذ باشرت الكوادر العسكرية استصلاح مساحات واسعة من الأراضي الموات، وغير المخدومة سابقاً. فهيأت جميع السُّبل لإنجاحها من نحو أقامة المشاريع الإروائية لها، والآليات الزراعية لتسوية هذه الأراضي، وإحيائها بعد العدم. كما أنَّها حفرت قبلاً قناة السويس، وزادت من الطاقة الاستيعابية للسفن وحركة الملاحة في القناة، ولاشك أنَّ ذلك قد ضاعف من قيمة الموارد المالية بالعملة الصعبة التي سوف تنعش الأقتصاد، وتحسّن من مدخولات الفرد المصري، وتُنشط من حركة التجارة في الأسواق المحلية التي عانت من تردِّي الأوضاع، ونقص السلع، وعلى مختلف الصُّعد. كذلك الأمر ينطبق على المشاريع الاسكانية. والأجمل في ذلك كلِّهِ، إنَّ هذهِ المشاريع الكبيرة تتابعُ تفصيلياً من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي ما انفكَ يخفّف عن كاهل القوات العسكرية كلَّ الصعوبات التي تعترض عملها من دون كللٍ أو مللٍ، ولايهدأُ له بالٌ حتى يرى المشروع خارجاً إلى النور ليكون حقيقةً واقعة. هذهِ التجربة المثالية يمكن الإفادة منها في العراق بهدف استثمار الطاقات المتوافرة لدى أبناء الجيش العراقي البطل عبر الاهتمام بمديرية الأشغال العسكرية، وتوسيع نشاطاتها في الأداء، واستقطاب العناصر الهندسية والزراعية والصناعية والحرفية الكفوءة إلى هذه المديرية من مختلف صنوف الجيش، ومنحهم مخصصات إضافية، وحوافز إنتاجية كبيرة عن كل نشاط يقومون به من نحو، تعبيد الطرقات، أو بناء المجمعات السكنية، أو زراعة الأراضي واستصلاحها، أو تربية الدواجن، أو الأبقار، أو بناء المصانع المتوسطة والكبيرة... وليس بدعاً أنَّ هذه الأعمال سوف تنقل العراق إلى مراحل متقدمة، وتصقل المواهب، وتطوّر الإنتاج الوطني، وتسد النقص الحاصل فيه، بعيداً عن الحاجة التي تجعل من اقتصادنا رهناً لإرادة البلدان الأخرى.