بغداد: طارق الأعرجي
شهدت الأيام القليلة الماضية انقطاعاً مستمراً في ساعات تجهيز الكهرباء للمواطنين في مناطق بغداد والمحافظات، بينما تعزو وزارة الكهرباء أسباب ذلك إلى انحسار إطلاقات الغاز من الجانب الإيراني وكذلك قلّة التخصيصات الماليَّة لإدامة زخم العمل بقطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع.
ويؤكّد مواطنون التقتهم "الصباح" تزايد ساعات القطع المبرمج لتصل إلى خمس ساعات مقابل ساعة واحدة تجهيز، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة في عموم البلاد، مشدّدين على "ضرورة قيام الحكومة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين هذا الواقع الذي استمر عقوداً عدّة من دون تحقيق الوعود التي يطلقها المسؤولون بين الحين والآخر".
وقال المواطن أمير علي وهو من سكنة حي الإعلام: إنَّ "المتابع لتصريحات المسؤولين السابقين والحاليين الخاصة بتحسن تجهيز الكهرباء في العراق يستبشر خيراً"، مستدركاً "لكن واقع الحال يجري على العكس من ذلك بأوقات ذروة استهلاك الكهرباء في فصلي الصيف والشتاء".
وأشار إلى أنَّ "منطقته تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي يصل إلى خمس ساعات مقابل ساعة تجهيز واحدة ".
وليس بعيداً في اليرموك، يقول المواطن أسعد نوري لـ"الصباح": إنَّ "منطقته بالرغم من عدم شمولها بالقطع المبرمج لتطبيق مشروع الخدمة والجباية فيها، إلا أنَّ الأيام القليلة الماضية شهدت انقطاعات متكرّرة في التيار الكهربائي مما زاد من معاناة الأهالي لعدم وجود بدائل بعد رفع جميع المولدات الأهلية للتعويض عن الكهرباء الوطنية نتيجة لتطبيق مشروع الخدمة والجباية"، منوهاً بأنَّ "هذا الأمر ينعكس أيضاً على أحياء الجامعة والقادسية".
ويعدّ المواطن علي عبد الحسين، وهو من سكنة مدينة الشعب، "انقطاع الكهرباء في ذروة استهلاك الموسم الشتائي ناقوس خطر لواقع الكهرباء في ذروة موسم الصيف"، مضيفاً أنَّ "هذا يستدعي أن تسخّر الحكومة جميع الإمكانات المتاحة وغير المتاحة للعمل بجد من الآن لضمان تجهيز ساعات مناسبة في الصيف المقبل خصوصاً أن موجات البرد في العراق محدودة جداً بالمقارنة مع موسم الصيف اللاهب".
وتعزو وزارة الكهرباء أسباب ازدياد مساحات القطع المبرمج الأيام الماضية إلى انحسار تجهيز الغاز من الجانب الإيراني ومحدودية التخصيصات المالية.
وقال الناطق باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي لـ"الصباح": إنَّ "انحسار الغاز المجهّز من إيران والذي يصل منه ثمانية ملايين ونصف المليون متر مكعب قياسي يومياً من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يومياً أثر بشكل كبير في معدلات تجهيز الطاقة في العاصمة بغداد"، مبيناً أنَّ "محطات عدّة تأثرت بهذا الأمر كالقدس والمنصورية والصدر الغازية وبسماية ما أدى إلى ضياع ما يقارب الـ 4500 ميغاواط من الطاقة المتاحة".
والأمر الآخر الذي أدى إلى هذا التراجع في ساعات تجهيز الكهرباء، بحسب العبادي، هو "محدودية التخصيصات المالية التي أثرت بشكل كبير في إدامة زخم العمل في قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع وأثرت بشكل كبير في إجراء أعمال الصيانة الدورية لعدد كبير من الوحدات التوليدية العاملة والتي كان من المقرّر لها أن تدخل إلى العمل وترفد المنظومة بطاقات إضافية".
تحرير: أحمد شنيور