بسبب المفرقعات والألعاب النارية أعيادنا دامية

العراق 2021/12/30
...

 بغداد: الصباح
نجا محمود وهو صبي في الحادية عشرة من عمره من موتٍ محقق، حينما كان يطلق إحدى المفرقعات الضوئية لترتد وتنفجر في وجهه محدثة حروقاً وتشوهات خطيرة غيّرت ملامحه بشكل كبير، لكن أهله حمدوا الله إن الإصابات توقفت عند هذا الحد ولم تسلب روح ابنهم وتجعله رقماً في عداد الأموات. 
 
في ذروة الاحتفال بأعياد الميلاد وقرب حلول العام الميلادي الجديد، سجلت المشافي العراقية في بغداد والمحافظات، المئات من الإصابات نتيجة المفرقعات والألعاب النارية (الشماريخ او الصعادات) التي حوّلت فرحة الكثيرين الى مآسٍ وأتراح، تراوحت مابين جروحٍ وحروقٍ وبترٍ للأصابع.
أطباء متخصصون حذّروا من خطورة الألعاب النارية بمختلف أنواعها وحدّة تأثيرها التي قد تصل الى بتر بضع إصابع. 
الدكتور عباس الصحن مدير مستشفى الواسطي، أوضح قائلاً: إن “غالبية الإصابات تكون في اليد اليمنى او اليسرى، وقد تسبب فقدانا أو بترا للإصبع أو بترا لعددٍ من الأصابع أو أحيانا البتر لكامل كف اليد». 
وأضاف “قد تحصل أحياناً إصابات أخرى ممكن أن تكون في العين وفي الوجه كما في حالة الطفل محمود، أو الإصابة بحروق مختلفة في كل أجزاء الجسم». 
يقول والد الطفل: إن “العيارات النارية والمفرقعات والألعاب التي تنفلق في السماء، أصبحت ظاهرة مؤسفة ولا نعرف كيف تدخل البلاد رغم كل التحذيرات التي تصدر من الحكومة والأجهزة الأمنية المختصة».
لعب يفترض انها مخصصة لتحاكي الأطفال وأعمارهم الغضّة، فإذا بها عبارة عن هاونات والعاب نارية متطورة وخطرة دخلت هذا العام، بعضها مستوحاة من العاب الببجي وأخرى من أفلام الأكشن، يتفنن بائعوها في ضخّها للأسواق برغم ارتفاع أسعارها، فمن أين دخلت؟ وكيف غزت الأسواق بانتشارها الكبير هذا؟ وكيف يمكننا منعها من إفساد احتفالات رأس السنة الميلادية؟. 
القوات الأمنية من جهتها، حذرت المطلقين بإجراءات قانونية ووعدت باعتقالهم ووضع حد لتصرفاتهم غير المسؤولة. 
اللواء إسماعيل الكريطي مدير شرطة بغداد الرصافة قال: “في كل مناسبة تكون لدينا خطة معدّة من قبل وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد، يتم فيها إلقاء القبض على جميع من يقوم بهذه الظاهرة”، مشيراً الى، أن “ قواتنا الأمنية وخاصة الشرطة المحلية المتواجدة بدورياتها ومفارزها في جميع الأزقة والشوارع ضمن العاصمة بغداد تقوم بمعالجة هذه الحالات فورا وعدم التغاضي عنها مطلقاً كونها عبثاً بحياة الآمنين وخروجاً على القوانين”. ولفت الكريطي الى، ان “الإصابات تحدث نتيجة الاستخدام الخاطئ والعشوائي للألعاب النارية من قبيل إطلاقها بشكل أفقي مثلا وغير ذلك».
في الساعات الأخيرة التي تفصل بين عامين يحتفل العراقيون بطرق عديدة ومختلفة، فهناك مجاميع تتجول في الشوارع وتحتفل بطريقتها دون إزعاج الآخرين، لكن ثمة مجاميع أخرى لاتجيد سوى إطلاق العيارات النارية والمفرقعات لإدخال الرعب في نفوس الناس التي اختارت المكوث في المنازل هرباً من خطرٍ داهم قد يحيل أفراحهم الى كوابيس دامية، كما في حالة الطفل محمود.