الفلامنغو يحطّ في هور الدلمج

العراق 2021/12/30
...

 بغداد: نافع الناجي
 
في مثل هذا الوقت من كل موسم شتاء، يحلّ طائر الفلامنغو صحبة أسراب من الطيور المهاجرة كالزقزاق والنورس الأرميني والبجع وعشرات غيرها، ضيوفاً على هور «الدلمج» الواقع بين محافظتي واسط والديوانية، والذي يعد أحدى المناطق الرطبة الغنية بالأنواع الحياتية والتنوع العشبي والبيولوجي، وأعلنته الحكومة مؤخراً، محمية طبيعية خاضعة للقوانين والمعايير الدولية بغية الحفاظ على المكان ذي الطبيعة البيئية الفريدة.
مسطح ماء أو (هور الدلمج) ذو المساحة الكبيرة جغرافياً والتي تتجاوز 120 ألف دونم، مقصد لأكثر من مئتي نوع من الطيور المهاجرة القادمة من أقاصي الصين، روسيا، أرمينيا، أفريقيا وأميركا اللاتينية، ولا تقف أهميته عند هذا الحد، بل يمتاز بغناه بأصناف مميزة من أسماك البني والشبوط العراقي، فضلاً عن تنوع البراري والأعشاب التي تحيط به مشكّلة عامل توازن في النظم البيئية والأحيائية.ويقول محافظ الديوانية زهير الشعلان: “عملنا جاهدين وبشكل مكثّف مع وزارة البيئة، ونجحنا بإدراج “الدلمج” محمية طبيعية دولية ضمن القياسات والمعايير الانجليزية». وأضاف “الهور أصبح تحت محط نظر واهتمام المحميات الدولية”، مبيناً أن “كل القوانين السارية التي تطبق إجمالاً على المحميات الطبيعية، ستنفذ في الدلمج».حيدر عناج، مسؤول النظم البيئية الطبيعية في الديوانية، قال: “اكتسب الهور أهميته وشهرته، من خلال وفود أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة للمنطقة، ضمن خطي الهجرة الثاني والرابع اللذين يمرّان بالعراق”، موضحاً أن “بيئات عديدة تتنوع في الهور كالبيئة الصحراوية وبيئة المستنقعات، وهذا الأمر اكسبه صفات فريدة، كما أكسبه عوامل زخم ودفع ليكون منطقة ثرية بالتنوع البيولوجي».وتواجه أهوار المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق، تحديات كبيرة متمثلة بانخفاض مناسيب المياه بفعل موجة الجفاف التي تضرب العالم بأسره والشرق الأوسط تحديداً، فضلاً عن آفة كبيرة هي عمليات الصيد الجائر واستخدام السموم ذات التراكيز العالية التي تبيد الأنواع الحياتية من طيور وأسماك.
أحد صيادي السمك أخبرنا ان بعض الصيادين يجلبون عقاقير معينة مليئة بالسموم والكيماويات، يجمع بعدها خمسين طيراً أو أكثر بشكل سهل ودون عناء ثم يغادر وهو غير مدرك لعواقب مايفعله، وطالب الصياد “حمدان البخيت” بتشديد القوانين والعقوبات لردع هؤلاء ومنعهم من تدمير بيئة الهور النقية.
وكانت السلطات المحلية في عددٍ من المحافظات كالموصل والمثنى والديوانية، لجأت، بالتعاون مع الدوائر البيئية، الى إقامة دعاوى قضائية على مرتكبي أعمال الصيد الجائر وملاحقتهم قانونياً. 
ويواصل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد العالمي لصون الطبيعة بالشراكة مع الحكومة العراقية، العمل على ترشيح أكثر من ثمانين موقعاً لإدراجها ضمن قائمة المحميات الطبيعية للحفاظ على التنوع الاحيائي والتوازن البيئي.