نداء أممي في سوريا لمساعدة اللاجئين على العودة

قضايا عربية ودولية 2019/03/10
...

دمشق/ وكالات
 
في وقت يواصل فيه المدنيون مغادرة آخر معاقل الارهاب في شمال سوريا قبيل اقتحامه للقضاء على بؤر الارهاب المتحصن فيه، والاعلان عن خلاص سوريا نهائيا من الارهاب الداعشي، قال فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إنه يتعين أن يكون للمفوضية وجود أكبر داخل سوريا لمتابعة اللاجئين ومساعدتهم على العودة من الخارج وكذلك النازحين داخل الدولة التي تعاني من الحرب.
وحسب (رويترز) قال غراندي في بيروت مع اقتراب حلول الذكرى الثامنة للحرب خلال أيام «من المهم أن يكون لمنظمات مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجود في مناطق العودة وأن تتمكن من متابعة العودة والتواصل مع العائدين ومساعدتهم في معالجة بعض المشكلات التي يواجهونها».
وأضاف «بدون ذلك الوجود سيكون عنصر الثقة مفقودا في عودة الأشخاص».
ويفكر كثير من السوريين الذين شُردوا داخل وخارج سوريا ومنهم أكثر من مليون في لبنان المجاور في إمكانية العودة لديارهم.
وقال غراندي إن هناك «تحديات كبيرة» تمنع الناس من العودة إلى ديارهم بما في ذلك القضايا الأمنية والقانونية والإدارية، مشيرا الى إن المفوضية تعمل مع الحكومة السورية وروسيا بشأن هذه القضايا.
وأضاف «القضايا المعقدة مثل القضايا القانونية والعفو هي قضايا سورية تقررها الحكومة السورية. لكن الحكومة الروسية شاركت في جزء من نقاش مهم يتعلق بتهيئة الظروف على نحو أفضل لعودة اللاجئين».
وقال غراندي الذي توجه إلى لبنان بعد أن أمضى ثلاثة أيام في سوريا إنه نقل «رسالة قوية للغاية» بشأن تواصل المفوضية مع الحكومة السورية.
وتابع «نحن موجودون في بعض المناطق. أنا نفسي تمكنت من الذهاب إلى حمص وحماه (الأسبوع الماضي) لم يكن الأمر معقدا. بالنسبة لمناطق أخرى مثل (ريف) دمشق فإن الحصول على تصريح لدخولها أمر أكثر صعوبة». 
 
الاستعداد للمعركة الاخيرة
من جانب آخر قال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن القوات علقت عملياتها العسكرية ضد مقاتلي تنظيم «داعش» الارهابي ، المتحصنين في آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا تحسبا لخروج مزيد من المدنيين من المنطقة. 
وقالت القوات إنها ترغب في التأكد من خروج كل المدنيين من الباغوز قبل شن هجومها النهائي. واستسلم أيضا مئات من مقاتلي التنظيم لكن قوات سوريا الديمقراطية تعتقد أن المقاتلين الأجانب الأكثر تشددا لا يزالون في الداخل.
وفي تصريح لرويترز قال مصطفى بالي مسؤول المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، إن عددا من الأسر ما زالت موجودة هناك مشيرا إلى أن العمليات عُلقت في الوقت الراهن لإجلائها.
وقال شاهد لرويترز إن شاحنات تستخدم في عمليات الإجلاء دخلت الباغوز وخرجت أربع شاحنات حتى الآن تقل أفرادا. 
 وتفحص قوات سوريا الديمقراطية المغادرين، وترسل أغلبهم لمخيم الهول في الشمال وهو مخيم مكتظ بالفعل بنازحين سوريين وعرب شردتهم الحرب.   
وقالت الأمم المتحدة في بيان لها إن أكثر من 62 ألف نازح بسبب القتال، حول الجيب الخاضع للتنظيم الارهابي توافدوا على المخيم مشيرة إلى أن 5200 شخص وصلوا إلى المخيم في الفترة بين الخامس والسابع من  آذار الجاري، وأن من المتوقع وصول آلاف آخرين.
وفي ظل طقس بارد وممطر يعاني النازحون في المخيم من نقص الخيام والإمدادات. وتوفي عشرات الأطفال وهم في الطريق إلى هناك. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية يوم الجمعة إن الهول «على شفا الانهيار».
وقالت ميستي بوسويل المتحدثة باسم اللجنة «لم يتوقع أحد أن يكون عدد ضخم من النساء والأطفال كهذا ما زالوا يعيشون في الباغوز». 
 
الدفاع الروسية: القوات الأمريكية تمنع إجلاء النازحين من مخيم الركبان
اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأمريكية بمنع الحافلات التي أعدتها روسيا وسوريا من الوصول إلى مخيم الركبان لإجلاء النازحين السوريين منه.
وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء فيكتور كوبتشيشين، في بيان صدر عنه  ، إن الجانبين الروسي والسوري نظما، بهدف منع وقوع كارثة إنسانية في مخيم الركبان بمنطقة التنف جنوب البلاد ولإجلاء النازحين منه بشكل آمن وطوعي إلى أماكن إقامتهم، فتح ممر إنساني دائم ونقطة تفتيش متنقلة جليب التي وجهت إليها قافلات حافلات تم تشكيلها لهذا الغرض.
وشدد كوبتشيشين على أن الحكومة السورية ضمنت أمن النازحين الذي يرغبون في الاستفادة من هذه الفرصة وطبقت نظاما مسهلا لإعادة وثائقهم.
وأضاف مدير مركز حميميم: «على الرغم من ذلك، إلا أن خروج النازحين من مخيم الركبان لا يزال معقدا، حيث يمنع الجانب الأمريكي دخول الحافلات لإجلاء النازحين ويرفض ضمان أمن تحركات القافلات الإنسانية في داخل المنطقة حول قاعدتها في التنف والتي يبلغ نصف قطرها 55 كيلومترا».
وأطلقت وزارة الدفاع الروسية في 12 شباط  الماضي مبادرة مشتركة مع الحكومة السورية لإنشاء مراكز إيواء مؤقت للنازحين من مخيم الركبان الواقع على الحدود بين سوريا والأردن في إطار جهود نقلهم من المنطقة.
كما أكدت الوزارة أن تشكيلات المسلحين الموجودة هناك والمدعومة من الولايات المتحدة تمنع مغادرة النازحين للمخيم الذي يعيش كارثة إنسانية.
 
ضحايا مدنيون
من جانب آخر قتل 10 أشخاص على الأقل بينهم أطفال جراء انفجار لغمين من مخلفات عناصر «داعش» الارهابي وسط سوريا.
وذكرت الوكالة أن 8 مدنيين قتلوا فيما أصيب 11 آخرون بانفجار لغم من مخلفات المسلحين في محيط قرية أرك ببادية تدمر في محافظة حمص.
ونقلت وكالة ناسا السورية الرسمية أن طفلين لقيا مصرعهما نتيجة انفجار لغم آخر زرعه عناصر «داعش» في أرض زراعية بقرية نجم الزهور شمال شرقي سلمية بمحافظة حماة.
وتشهد مناطق سورية المختلفة في الآونة الأخيرة حوادث متكررة لانفجار ألغام خلفها تنظيم «داعش» إلارهابي على المستوى الدولي بعد طرده من هذه الأراضي.
وكان  5  مدنيين قتلوا الخميس الماضي في ريف حماة شمال سوريا في حادث مشابه، وقبل ذلك بيومين قتل 5  مدنيين آخرين أيضا بانفجار لغم في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة حلب، سبقه مقتل 18 شخصا إثر انفجار لغم يوم 24  شباط في حافلة كانت تقل مواطنين بمحافظة حماة.