الأغلبية الوطنية بمواجهة التوافقية .. مع من سيكون الكرد
العراق
2022/01/03
+A
-A
السليمانية : محمد البغدادي
من السابق لأوانه الحديث عن رؤية كردية متقدمة لها علاقة بالتحالفات السياسية القائمة في بغداد كذلك التقاطعات والاختلافات البينية المتعلقة بالإطار التنسيقي ـ التيار الصدري بالرغم من اللقاءات التي جرت عقب إجراء الانتخابات المبكرة من طرفي سياسيي بغداد والإقليم للتوصل إلى توافقات من شأنها تشكيل أغلبية برلمانية بالرغم من علم الجميع بأن التيار الصدري قد حقق الصدارة العددية في مجلس النواب تلاها رد طعن المحكمة الاتحادية لدعوى الإطار في محاولة إثبات حصول تزوير في الانتخابات كقوى خاسرة.
ليس سرا أن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لم يغض النظر خلال زيارة وفد التنسيقي إليه برئاسة زعيم إئتلاف دولة القانون نوري المالكي بقوله: إن "الحل يكمن في الدائرة الشيعية، مضيفا أن الحديث عن الأغلبية بمختلف مسمياتها توافقية أم وطنية كما يحلو لكم تسميتها هو شأن شيعي ’ ليكن بينكم الاتفاق، نرحب بأية خطوة تفضي إلى هكذا اتفاصصصق"، مذكرا الوفد التنسيقي بتشكيل رأي في الانتخابات السابقة داخل مجلس النواب وتغليب كفة برهم صالح رئيسا للجمهورية على حساب مرشح البارزاني فؤاد حسين وزير الخارجية الحالي، بحسب تسريبات
موقف بارزاني الأخير خلال لقاء وفد التنسيقي في أربيل وفق مراقبين، قدم رؤية القيادة الكردية بطريقة راكزة ومتفهمة لما يجري على الساحة العراقية حين قال بارزاني للوفد التنسيقي: "نحن الكرد نتفق ونختلف في ما بيننا لكن في نهاية المطاف سنذهب إلى بغداد متفقين على رأي موحد سواء رئاسة الجمهورية أو كوننا تحالفا أو أحزابا كردية مجتمعة نمثل رؤية ناخبينا تحت قبة البرلمان وعليكم (للوفد التنسيقي) التوافق في ما بينكم على أغلبية وطنية أو توافقية في المحصلة نحن شريك أساس في الوطن".
بالرغم من التحولات السياسية التي أعقبت حركة الاستفتاء وما تلاها من مناكفات لكن في ما بعد سارت التوجهات في رؤية الشراكة والعمل على عراق موحد..
على مستوى زعامة الكرد أصبح الرأي واضحا في ما يتعلق بتشكيل الأغلبية أو المشاركة في صياغة أغلبية لكن هناك رأي يتعلق بالأحزاب الكردية نفسها في الإقليم هي الأخرى ترى في الشراكة السياسية مع بغداد بعدا آخر يضاف إلى ما قدمته مرجعية الكرد في أربيل بحسب ما يحلو لها وصف نفسها وطرح أفكارها داخل الحالة السياسية (كردياً) وفي الواقع المحلي لكردستان .
الحديث مازال للحزب الديمقراطي الكردستاني بشأن العلاقة مع بغداد على ضوء الشراكة في إطار الأغلبية الوطنية والأغلبية التوافقية أكد عضو الحزب الديمقراطي ريبين سلام لـ (الصباح), " أننا في الحزب الديمقراطي الكردستاني يهمنا ترتيب بيتنا الكردستاني أولاً كي ندخل في خطاب موحد مشترك في العملية السياسية وهو ما نسعى إليه بالدرجة الأساس كخطوة أولى أما الخطوة الثانية فانها تتعلق بالمكون الشيعي كونهم الأكثر عدداً في العملية السياسية إذ اننا لا نريد أن نكون جزءا من صراع البيت الشيعي، وكان هذا موقفنا من الأول ولا نزال عليه، مضيفا عندما يتفقون وخاصة في زيارة الحنانة من قبل الإطار التنسيقي وزيارتهم الأخيرة لسماحة السيد مقتدى الصدر ’أنهم في النهاية لابد من اتفاق بين الإطار والتيار إن وضعوا مصلحة العراق نصب أعينهم فيجب أن يتفقوا ".
واستدرك ريبين " أن هناك تأثيراً إقليمياً ودولياً (عده بالمناسب) لإنشاء الكابينة الوزارية (التشكيلة الوزارية) , خاصة بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية في 26 12 2021 يعد يوما مهما , كاشفا عن أن هذا الاتفاق في حقيقته تم في فيينا ولم يكن في الحنانة أو في مكان آخر من قبل الدولتين المؤثرتين في السياسة العراقية , الإيرانيون والاميركيون , وما يوم 26 12 الإ نتيجة هذا الاتفاق حين صدر قرار المحكمة الاتحادية بقبول ومصادقة نتائج الانتخابات ’ لافتا الى أننا نرى أن الأجواء الإقليمية والدولية مناسبة للاتفاق بين الإطار والتيار ’ بينما نحن نقترب من الطرفين بنفس المسافة نبتعد ونقترب منهما بنفس المسافة بيد أن كلاهما كانا شريكين لنا في زمن ثورة شعب كردستان وشركاء في زمن السلطة منذ 2003 , حسب تعبيره .
الديمقراطي الكردستاني يرى أنه ليس شرطا أن تجتمع الكتل الشيعية على موضوعة الكتلة الأكبر بين الإطار والتيار لكن المهم اتفاقهم على توافق ’ هذا ما أشار اليه عضو الحزب ماجد شنكالي خلال (تصريحه للصباح)’ " بأن الكرد سيكونون مع من يأتي بأغلبية مقاعد الشيعة، معرباً عن عدم اعتقاده بأن الكرد مع طرف ضد طرف لكنهم ينتظرون أن يكون هناك توافق شيعي شيعي وإن لم يشمل جميع الكتل الشيعية ولكنه يشمل غالبية الكتل الشيعية أي الكتلة الصدرية مع أطراف أو أجزاء من الإطار التنسيقي الشيعي لأن هكذا هو الوضع السائد وأعتقد والقول لشنكالي: أن "الكتلة الصدرية لا تأتي منفردة إلى الكتل الكردية والسنية لتشكيل حكومة وإنما مع بعض الأطراف من الإطار التنسيقي وكان هذا واضحاً من خلال لقاء أطراف من التنسيقي مع السيد مقتدى الصدر وكان هناك طلب وهو إبعاد المالكي لكن الإطار التنسيقي رفض وفي المحصلة الأخيرة سيكون هناك توافق بينهما من خلال تقديم تنازلات من كلا الطرفين وبالتالي سنذهب إلى حكومة توافقية بحسب شنكالي.
في السياق ذاته، قال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني طارق جوهر لـ"الصباح"، عن سؤالها مع من سيكون الكرد في المرحلة المقبلة من التحالفات القائمة والبحث عن تكوين أغلبية داخل قبة البرلمان قال جوهر: "كما تعلمون أن العملية السياسية في العراق تبنى بشق الأنفس تمضي بمراحل صعبة وبتدخلات إقليمية ودولية وليست مرهونة فقط باتفاقات وتحالفات داخلية مع عوامل إقليمية ودولية تلعب دوراً كبيراً في إنجاح أو إفشال أية مفاوضات بتشكيل حكومات تأتي بعد كل دورة انتخابية , موضحا أن الكرد يمضون مع أي اتفاق يطبق المواد الدستورية واحترام الدستور وحل المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل خاصة المادة 140 موضوع النفط والغاز وحصة الإقليم من الموازنة وتأسيس المؤسسات الفيدرالية مثل المجلس الاتحادي والهيئات المستقلة المتعلقة بالمواد 104 و105 و106 وهي تعنى بضمان مشاركة الأقاليم والمحافظات بالمؤسسات الاتحادية من الناحية الإدارية ومؤسسة الشهداء والصندوق الخاص بجمع العائدات من زاخو إلى الفاو وعدالة توزيعها وخاصة القروض والمنح التي يحصل عليها العراق من المنح الدولية، لافتاً إلى أن هذه المسائل لم يركز عليها الجانب الكردي من قبل ومن الواجب أن يركز عليها في المرحلة القادمة.
القوى الإسلامية في كردستان لم تذهب بعيدا برأيها من أن الكرد ينتظرون التوافق الشيعي حين كشف القيادي في الجماعة الإسلامية الكردية محمد حكيم لـ"الصباح"،عن وجود توصية من بعض الدول (لم يسمها) للكرد بتوافق الشيعة أولاً في ما بينهم وهذه بحسب علمي وفق حكيم سياسة الأخوة الشيعة وكذلك على منصب رئيس الجمهورية هم ( الشيعة ) يفضلون التوافق الكردي في هذا الموضوع".
وتابع القيادي في الجماعة الإسلامية "إذا ما أشتد الخلاف بين طرفي الشيعة، ومن سيختار الكرد فإن ذلك لم يحن وقته بعد والتكلم فيه لكن النقطة الأهم لدى الكرد هي الاتفاق الشيعي الشيعي على تسمية رئيس الوزراء. في الأثناء أكد القيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني مثنى أمين أن "الاتحاد الإسلامي أعلن منذ فترة وفور إعلان النتائج النهائية للانتخابات أنه ليس معنياً بصدد الحوارات والمناقشات التي تجري بشأن تشكيل الحكومة وبالتالي ليست لنا رؤية بهذا الاتجاه لأننا لن نشارك في هذه المفاوضات التي تجري بخصوص تشكيل الحكومة"، كاشفا عن أن الكرد منقسمون بشأن من سيشترك في تشكيل الحكومة ومن سيقاطع ويتحول إلى المعارضة، لافتاً إلى أن الاتحاد الإسلامي الكردستاني والجيل الجديد ونائب من الجماعة الإسلامية من بين المعارضة"، في حين اقر أمين بوجود ضغوط على أن لا يتحول الكرد (مرجحاً للخلافات الداخلية الشيعية) حسب وصفه.
وتساءل أمين "إلى أين ستذهب الخلافات الشيعية فهذا أمر ستجيب عنه الأيام اللاحقة؟. وبالتالي فإن هناك خلافات داخلية بين الحزبين الكرديين الوطني والديمقراطي على تصورهم لمصالحهم وللمناصب التي يستحقونها وهذا سيكون له أثر، بأن من سيضمن لمن منصباً معيناً. الجيل الجديد ويعرف بمعارضته السياسية داخل إقليم كردستان يرى أن عمله المقبل داخل مجلس النواب سيكون معارضاً.
وقال القيادي في حراك الجيل الجديد بقيادة شاسوار عبد الواحد والذي فاز بـ9 مقاعد في الانتخابات المبكرة ريبوار اورحمن في تصريح لـ"الصباح": إننا دخلنا في تحالف مع حركة امتداد وهذا التحالف فيه نواب من الكرد والعرب، مؤكداً "نحن قررنا أن نكون معارضة في الدورة الخامسة لمجلس النواب العراقي".
في حين يقرأ الحزب الديمقراطي الكردستاني واقع ما بعد نتائج الانتخابات وقرار المحكمة الاتحادية والحراك السياسي للإطار والتيار الى جانب حراك الكرد والسنة، أن "الكرد مكون أساس سوف يشاركون في الحكومة المقبلة التي ستشكل من قبل الكتلة الأكبر على لسان عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي عادل ملا صالح في تصريحه لصحيفة الـ"الصباح"، مبيناً أن "الكرد متفقون لغاية الآن على المشاركة"، مرجحا أن "تذهب الأطراف السياسية من الأحزاب في الإقليم الى بغداد كفريق واحد موحد"، مشيراً إلى أن "الكرد يحرصون على أن لا يكون هناك طرف كردي بمعزل عن الإجماع الكردي في ما يتعلق بوحدوية التفاوض والحوار مع بغداد وأن يكونوا مجتمعين على هدف ورؤية واحدة والنأي عن الصراع بخصوص ما وصفه ملا ناصح الشيعي الشيعي"، موضحا أن "الكرد ينتظرون نهاية الحوارات ليقرروا مع من سيكونون".
تالياً مع من سيقف الكرد؟، نذكر بأن الحوار الذي جرى بين الإطار التنسيقي والسيد مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بحسب التسريبات السياسية التي ترشحت من هذا الاجتماع في أربيل، قال بارزاني: "يفترض أن نتعامل في ما بيننا على أساس كوننا تحالفات، نحن تحالف كردستاني نقدم لكم رئيسا للجمهورية وليس على غرار حساباتكم السياسية المعينة حين كان مرشحكم للرئاسة بمواجهة مرشح الديمقراطي الكردستاني (القول لبارزاني وفق التسريبات) بمعنى لن أقف بجانب الإطار التنسيقي لمواجهة التيار الصدري، إذهبوا واتفقوا في ما بينكم وقدموا لنا رئيساً للوزراء ونحن سنتفق في ما بيننا لنقدم لكم رئيساً للجمهورية والسنة عزم وتقدم يفترض أن يجتمعا سوية ويشكلا تحالف المكون السني لكي يقدموا لنا رئيساً لمجلس النواب، بهذا الشكل تمضي الحكومة.. بهذه المناكفات لن تمضي الحكومة ولن تستطيعوا تشكيل حكومة كإطار ولن يستطيع التيار الصدري تشكيل حكومة لإنها لن تصمد فكل جهة لديها جمهور وقواعد وفصائل ولذلك يفترض أن نتعامل وفق الاستحقاق الانتخابي والحكومي والكتلوي القادم على أساس أننا تحالفات، التحالف الكردستاني يخرج من بين صفوفه رئيساً للجمهورية وليست لكم علاقة بنا نختلف في ما بيننا كأحزاب وجبهة كردية هذا ليس شغلكم، تعاملوا معنا باعتبارنا تحالفاً كردستانياً واحداً أيام
الانتخابات.