بغداد: وائل الملوك
تصوير رغيب اموري
{ما يعانيه عدد من أطفالنا الذين نشاهدهم في الشوارع والسجون يحتاج منا الى وقفة جادة، وكوننا فنانين فلا بد لنا من تشخيص الحالة، وطرح المعالجة عن طريق أعمالنا واشتغالاتنا الفنية للحد منها}، هذا ما أشار له مخرج مسرحية {ذا مويز} علاوي حسين خلال حديثه لـ {الصباح} بعد اختتام عرضه المسرحي الذي قدم مساء الاثنين الماضي على خشبة المسرح الوطني، قائلا:
{هدفنا من تقديم العرض المسرحي هو تربوي اولاً، والحد من ظاهرة الأطفال المشردين في الشوارع ومن احيلوا الى السجون، وكانت معالجتنا من خلال رسالة موجهة للمجتمع عموماً وللأسرة والأطفال خصوصاً، فالأطفال لا يدركون قساوة الحياة وما يحيط بهم، فعلى المجتمع والأسرة متابعة الأطفال والابتعاد عن القسوة والانسجام في ما بينهم، اما في الجانب الرسمي فعليهم متابعة الأطفال الأيتام وتوفير العيش الجيد وزجهم في التعليم، اضافة الى هدفنا الأسمى وهو تواصلنا مع الجمهور واعادة العلاقة بين مسرح الطفل والأسرة العراقية}.
العمل من تأليف جمال الشاطئ، واخراج وتمثيل علاوي حسين، الى جانب الفنانين: مازن محمد مصطفى، وسولاف جليل، وازهار العسلي، ونظير جواد، وريتا كاسبر، وسينوغرافيا د. علي السوداني، والحان طلال علي، وشعر كفاح عباس.
الكاتب جمال الشاطئ أكد أن هدف المسرحية الاساسي يدعو الى الوحدة الوطنية من خلال مخاطبة الطفل بألا يعيش وحيداً وأن يكون يداً تساند أصدقاءه واخوته وأسرته، مبيناً من خلال ما كتبه عبر الحوارات، أن بعض الجهات الخارجية تسعى لتمزيق البلد، وإن وحدته مع اصدقائه والمجتمع ستسهم في افشال هذا المشروع.
د. حسين علي هارف، مختص بمسرح الطفل، قال: {شيء مفرح عودة عروض مسرح الطفل، وإن نجاح العمل يقاس من خلال تفاعل الأطفال وأسرهم وهذا ما شاهدناه على الرغم من وجود بعض الملاحظات الفنية التي نحن ندركها كفنانين مختصين، مقدماً مباركته لكادر العمل، ومشيراً الى براعة الممثلة سولاف جليل وطريقة أدائها التي دخلت قلوب الأطفال واسعدتهم، وإن سينوغرافيا العمل من ديكور واستخدام الدات شو كانت مميزة، لكن على الرغم من جمالية الألحان الغنائية الا أن النصوص كانت بعض جملها غير موزونة وكانت واضحة عليها صعوبة الأداء الغنائي. بينما اعجب د. جبار محيبس، الكاتب والمخرج المسرحي، بالنص الغنائي واللحن والأداء، اذ عدها معبرة وجميلة واضافت الكثير للعمل المسرحي، كما اشاد بأداء الممثلين وحيويتهم، وعلى رأسهم مخرج العمل وبطله علاوي حسين والممثلة سولاف جليل التي شبهها بالفراشة التي عزفت على أوتار الطفولة من خلال مرونتها الجسدية وأدائها الصوتي، مختتماً حديثه بمعاتبة ادارة المسرح بخصوص عدم الترويج لهذه الأعمال واعطائها فسحة طويلة للعرض، فلو توفرت هاتان النقطتان لوجدنا المسرح ممتلئاً بالأطفال
وأسرهم.