تأهيلُ الشباب.. وتحديات سوق العمل

آراء 2022/01/04
...

  سرور العلي 
 
تشكل فئة الشباب الركيزة الإساسية في أي مجتمع، وتكمن أهميتها كونها تسهم في نهضة البلدان، والدفاع عن المخاطر، وبناء مجتمعات صالحة للعيش، وبيئة آمنة ومستقرة، والمطالبة بحقوق المرأة والطفل، والمشاركة بصنع القرارات وإبداء آرائهم، والقيام بالأعمال الخيرية والتطوعية، ونشر الوعي الصحي والبيئي، وبذلك فهم وقود بشري لا ينضب.
ويمكننا القول إن تلك الفئة بحاجة إلى إعادة تأهيل وتنظيم، لتنخرط في سوق العمل من دون تحديات، وحتى تتضح الرؤية أمامهم، ويكونوا أصحاب اهداف سامية، تجعلهم شخصيات ناجحة، ويمارسون عملهم بكل احترافية واتقان، وينتجون كل ما يصب في مصلحة المجتمع، وهذا يعني أن عليهم تحمل مسؤولية الأعمال التي يقومون بها، وأن يكونوا أكثر وعياً وثقافة، وغرس بداخلهم بذور الخير والتعاون، وإدخالهم الورش والدورات التعليمية التي تصقل مواهبهم، وتدعم قدراتهم، وتمويلهم مادياً ومعنوياً، وكسر الحواجز النفسية، وتدريبهم على إداء أعمال 
متعددة.
كما من الضروري تزويدهم بالعديد من المهارات، كالعمل ضمن فريق، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، والتدريب على الأساليب المعقدة، وأن يخوضوا تجارب مختلفة، للوصول إلى سلم النجاح، ومن أسباب بطالة الشباب هي فقدانهم للمؤهلات، مما يؤدي إلى فشلهم في أغلب الأعمال، كما هناك من يعتبر أن بعض المهن والحرف لا تناسب مستواه الاجتماعي أو العلمي، وعلى العكس من ذلك، فالعمل في أي مجال ليس عيباً، لا سيما أن الأنبياء والأولياء كانوا يعملون في مهن بسيطة.
ومن المهارات التي يجب على الشباب تعلمها هي أن يمتلك الوعي التجاري، لكسب الخبرة في سوق العمل، وتعلم الاقناع والتفاوض مع الآخرين بأسلوب لطيف، وأن يتسم بالثقة والاعتماد على النفس، والتخطيط وإدارة الوقت، والتوافق بين الحياة الاجتماعية والمهنية، وتعلم التسويق والمحاسبة المالية، والقيادة الفعالة الناجحة.
وكثيرة هي التحديات التي تواجه تلك الشريحة، كقلة فرص العمل المتاحة أمامهم، وفقدانهم للمهارات والأهداف، وأختلاف بين ما تعلمه في المدارس والجامعات، وما مطلوب منه في سوق العمل، كذلك قلة المرتبات والأجور التي تدفع للشباب في حالة ممارستهم للعمل، ما يجعلهم محبطين، ولا يتشجعون على الاستمرارية.