بغداد: مآب عامر
خرجت مريم مسرعة من سيارة والدتها المركونة أمام أحد متاجر الفواكه والخضراوات داخل حيهم السكني وبذهول تسمرت أقدامها عند طاولة الكاشير التي اصطفت عليها أنواع من الفواكه، فنظرت في وجه أمها متبسمة برجاء، لكن والدتها عبست ورفضت ذلك بسبب ارتفاع ثمنها وغرابة شكلها.
وشاع في الآونة الأخيرة بين مستخدمي دول العالم المختلفة لتطبيق {تيك توك} إنتاج مقاطع فيديو (تحدي) لأشخاص يتناولون الفواكه الغريبة أو تلك التي لم نعتد على مشاهدتها في أسواقنا المحلية.
جذبت مشاهد هذه الأصناف من الفواكه انتباه مريم وغيرها الكثير من رواد هذا التطبيق، ولاقت رواجاً وخاصة بين الذين يعشقون الخروج عن المألوف.
باهتمام مجنون تمسك مريم بفاكهة التنين الاستوائية، وتحاول اقناع والدتها التي كانت تقف في إحدى زوايا المتجر وهي تحدق في الأصناف المختلفة من الفواكه بالموافقة على
شرائها.
وفاكهة التنين هي استوائية ولونها أحمر وداخلها لب ناعم يأتي بألوان بيضاء أو حمراء صالحة
للأكل.
ثمة فاكهة حلوة المذاق وزاهية اللون وغريبة الشكل، كما تقول مريم التي ترى أن والدتها كما غيرها من الآباء والامهات لا يقتنعون بكل شيء غير مشاع من الفواكه والمأكولات المستوردة من شتى أرجاء العالم، بل إن البعض يراها دخيلة على ثقافتها خاصة عندما يكون الترويج لها عن طريق الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي التي يثير استخدامها الكثير من مخاوفهم.
فاكهة القشطة، والبطاطا الأرجوانية الحلوة، وفاكهة التنين، والكباد ذو الأصابع أو يد بوذا، هذه الأصناف التي كانت مريم عادل (17عاماً) تتفحصها في المتجر.
تخيلت مريم أنها ستسقط مغشياً عليها إذا لم تتذوق قطعة من فاكهة التيك توك، فنظرت إلى أمها بتوسل وهي تتلوى من وجع روحي، الأم لانت قليلاً واخذت تنظر إلى الفاكهة الغريبة باستهجان وعند هذه اللحظة قالت مريم: ألم تملي من البرتقال والتفاح يا أمي، ردت الأم باقتناع: معك حق ولكن إياك أن تطلبي أكل يد بوذا كل
يوم.