وزارة الداخليـة.. مستودع الأبطــــال

العراق 2022/01/09
...

 اللواء الدكتور عــدي سمـــير الحــــساني
 
تَسعى الدول لتحقيق أهدافها الأساسية بواسطة وزاراتها وهيئاتها التي تعمل من أجل تنفيذ سياساتها وفقاً لقوانينها التي يتم من خلالها تحديد تلك المهام.
وزارة الداخلية العراقية وهي إحدى أهم الوزارات السيادية ذات المهام الوظيفية المتعددة والتي خرجت من الإطار التقليدي في العمل الشرّطي المقيد لتصبح الوزارة الوحيدة التي تتدخل بجميع مفاصل حياة المواطن منذُ ولادته إلى ما بعد وفاته ومسؤولة بشكل كامل ومباشر عن المجتمع.
ولا شك أن هذه المسؤولية المتكاملة تحتاج إلى تخصصات فكرية وعملية وعلمية وقدرات استيعابية استثنائية تُمكنها من القيام بتلك المهام والواجبات والتي تتخصص بها دوائرها المتعددة والموزعة بين وكالاتها الأربع.
فالتطور المجتمعي وما رافقه من انفتاح علمي وتكنولوجي وفني إضافة إلى التحولات الفكرية وغيرها قد أسهمت بشكل أو بآخر في تطور عمل أجهزة وزارة الداخلية والعاملين فيها لا بل أصبحت مهامُها تمتد داخل مفاصل الحياة الاجتماعية لتكون في بيت كُل مواطن من خلال دوائر الجنسية وكذلك في تنظيم الرابطة الاُسرية من خلال مديرية حماية الأسرة والطفل لتقف عند سياجها الخارجي للمحافظة على أمن وسلامة وممتلكات  تلك الأسر من خلال شرطتها المحلية ومكافحة الإجرام، ثم تمتد إلى الطرقات الخارجية وتفرض مسؤوليتها على تنظيم حركة السير والمرور وكذلك تسجيل المركبات وتنظيم شؤون مالكيها من خلال مديرية المرور بمساندة رجال شرطة النجدة، كما ولها الدور البارز في نشر الثقافة الأمنية من خلال شرطتها المجتمعية، وهناك من يعمل على منع انتشار المخدرات وترويجها من خلال مديرية المخدرات، كما تعمل مديرية الجريمة المنظمة في متابعة الجشع الاقتصادي بكل مسمياته، أما أبطال الاستخبارات الذين لهم باع طويل في محاربة الإرهاب والتصدي له، ليقف رجال الحدود كالسد المنيع، يوازيهم على الجانب الآخر رجال الشرطة الاتحادية بوقوفهم على سواتر الشرف والكرامة، ليعمل رجال الطاقة مع أبناء السكك الحديد لتنفيذ مهامهم بكل شجاعة، وتلسع أجسام رجال الدفاع المدني نيران الحرائق ليملأ صدورهم دخانها المتصاعد، وتتناثر أعضاء الأجساد الطاهرة لأبناء مديرية مكافحة المتفجرات وهم يعالجون ما يزرعه أعداء الإنسانية من مواد متفجرة، ليتربص رجال الأدلة الجنائية للخارجين عن القانون، وليقف رجال حماية المنشآت والشخصيات مع إخوانهم في مديرية حماية السفارات كالبواسل في تنفيذ واجباتهم وبكل همة وشجاعة، ليعمل رجال السيطرات ليلاً ونهاراً رغم التقلبات المناخية بكل همةً وعزيمة.
جميع هذه الدوائر العاملة في الميدان، يعمل على خدمة العاملين فيها رجالٌ من خلف الكواليس في الدوائر الإدارية والمالية لتنفيذ متطلباتهم الوظيفية والإدارية.وهناك في العمق جهات أكاديمية اختصت في التهيئة النفسية والبدنية والعلمية لتكون مصنعاً لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ليأتي من أبدعوا بعلمهم ويكون لهم دور بارز في المجالات العلمية والأكاديمية ويزاحموا أبناء الوزارات الأخرى بكل تمُيز وإبداع.
بصراحة وبكل فخر هذه نتاجات وزارة الداخلية العراقية، التي تحتفل بمرور قرن ذهبي على تأسيسها وما رافقه من إنجازات فعلية على أرض الرافدين بسواعد وتضحيات أبنائها والذين كانوا ولا زالوا مشاريع استشهاد دائمة من أجل العراق وشعبه.
المجد والخلود لشهدائها الأبطال والشفاء العاجل لجرحاها، والنجاح والسداد للعاملين فيها.
كل عام ووزارة الداخلية بتألق دائم
•وكيل وزير الداخلية