الدورات التدريبية.. بصيص أمل لفرصة عمل

العراق 2022/01/10
...

 بغداد: إسراء السامرائي 
 
دأب الشاب مرتضى عباس 34 عاما، بعدما وصل إلى مرحلة اليأس من التعيين في الدوائر الحكومية، على الانتظام في دورات تدريبية لتعلم صيانة الهواتف النقالة تقيمها وزارة العمل، وذلك بعد أن حثه أصحابه المنخرطين بها على التسجيل لتعلم المهنة.
وأدت الظروف الصعبة التي عاشها العراق خلال الأعوام الماضية إلى زيادة نسبة البطالة في بلد غني بالنفط وبموارده الطبيعية، وتنتشر هذه الآفة لدى فئة الشباب بشكل كبير جداً، نتيجة الفساد وغياب التخطيط والرؤية، في موازاة ازدياد أعداد الخريجين، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
مرتضى، خريج من كلية الآداب، اختصاص تاريخ منذ العام 2014، ولم يحصل على وظيفة منذ ذلك الوقت، يقول لـ"الصباح": إنه "اعتاد العمل بمشروع صغير أسسه، هو عبارة عن محل لصيانة الموبايل، وذلك بعد دخوله دوره تدريبية لتعلم أصول هذه المهنة نظمتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية" .
ويضيف أنه "لم يركن لانتظار التعيين، بل شجعه زملاؤه على الدخول بهذا المجال الذي يحتاج إليه سوق العمل، وهو ما تحقق"، داعيا "الشباب الى بذل أقصى ما في وسعهم لتعلم أية مهنة تساعدهم في التخفيف عن أسرهم وتوفير قوت يومهم".
وتحتاج البطالة بحسب خبراء الى خطط ستراتيجية مدروسة من قبل الجهات المعنية لإحتوائها، لا سيما أن البلد يعتمد على توفير أغلب الاحتياجات اليومية للمواطن من خلال الاستيراد، مع انعدام الصناعة المحلية، لا سيما في القطاعات الحيوية، وضعف تنشيط قطاعات السياحة والزراعة التي تولد فرص عمل للعاطلين. 
بدوره، قال مدير دائرة العمل والتدريب المهني في وزارة العمل رائد جبار باهض، لـ"الصباح": إن "الوزارة تعمل على احتواء أزمة البطالة من خلال مراكز التدريب المهني التابعة لها والبالغ عددها 38 مركزا في عموم البلاد" .
ويضيف أن "هذه المراكز تقدم دورات متعددة بحسب متطلبات سوق العمل، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، يتم خلالها تعليمهم مهنا متنوعة، مثل صيانة الهواتف النقالة والإلكترونيات بشكل عام والخياطة والنجارة والأكلات السريعة والتأسيسات الكهربائية، وتتم بإشراف مختصين من الوزارة لحين تأسيس مشاريع صغيرة خاصة بكل مشارك" .
وأشار باهض الى أن "الوزارة عملت خلال الأعوام القليلة الماضية على تحريك ركود الشباب من خلال منح قروض لمشاريعهم الصغيرة أو شمولهم بمشروع حاضنات الأعمال للمشاريع الابتكارية على شكل دفعات" . 
تحرير: علي موفق