مهمّة عسيرة

العراق 2022/01/11
...

أحمد عبد الحسين
 
لا أظنّ أنَّ شعباً قدَّم تضحياتٍ لإصلاح نظامه السياسيّ كالشعب العراقيّ.
هناك شعوب استشهد ملايين منها لأجل التحرّر من ربقة احتلال أو في حروب لدرء مخاطر خارجية، لكنْ في ما يتعلق بفواتير الخسائر التي تُدفع لغرض إصلاح نظام ديمقراطيّ قائم، فإنَّ العراقيين لا منافس لهم. مسيرة محاولات إصلاح النظام شعبياً امتدت من 2011 مروراً بانتفاضة 2015 وما تلاها وصولاً إلى انتفاضة الشباب في تشرين التي شهدتْ أفدح خسائرنا: أرواح شبّانٍ أنقياء مسالمين.
أمس وأنا أشاهد مراسم انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه كنت أفكّر بمقدار المسؤولية التي يتحملها لا هؤلاء السادة الثلاثة وحسب بل سائر أعضاء المجلس.
الدم الذي أريق في الساحات، كما الدم الذي أريق في جبهات قتال الإرهاب، كفيلان بأن يجعلا النائب الجديد حريصاً على ألا يكرر أخطاء وخطايا أسلافه، وأن ينسى مرة وإلى الأبد أعراف البرلمانات السابقة، وهي أعراف تتلخص في معادلة التخادم والتواطؤ بين خصوم في السياسة هم في الوقت نفسه شركاء في غنيمة.
المشهد مختلف يتطلب أداءً برلمانياً مختلفاً.
نشأ لدينا جيل شابّ ثوريّ، يسيطر على فضاء إعلاميّ شاسع هو تطبيقات السوشيال ميديا، وقد رأت الأحزاب كيف أنَّ جيوشها الإلكترونية التي صُرفتْ لها أموال طائلة لم تستطع مجابهة هذا الجيل التائق لا إلى رؤية تغيير بل إلى صنعه بأيديهم.
نهنئ من اختارهم المجلس لرئاسته وندعو لهم بالنجاح ونتمنى أن يحالفهم التوفيق فسيكونون في أمسّ الحاجة إليه!