مديات الحقد تتوسع.. فحذار

الصفحة الاخيرة 2022/01/11
...

زيد الحلي
أمور خارجة عن منطق الحياة، دخلت زقاق اللامعقول في وطننا، لم أجد وصفاً او توصيفاً لها، فكأننا نعيش زمناً غريباً، موازينه مقلوبة، وناسه أصبحت تعيش قلقاً يومياً ينبعث من داخل النفوس، لاسيما القريبة منهم، فما يحدث من حالات انتحار بالجملة، وجرائم دخيلة على المجتمع العراقي ينبغي التوقف عندها ملياً، ولا نكتفي ببيانات حفظها المواطن، تصدر عقب اية جريمة تحدث، فالأمر في غاية الاهمية، ولا إحراج في الاعلان عن دعوة لتشكيل لجنة عليا تضم تخصصات في علوم البحث الجنائي وعلم النفس، قبل أن تتوسع خارطة الجرائم الغريبة، وتصبح ظاهرة عصية على
المعالجة.
ماذا نسمي الجريمة التي هزت المجتمع العراقي، بأقدام شاب على قتل وإصابة ثمانية من أفراد أسرته، بسبب خلاف حول {نخلة}، او شاب يعدم أباه ويرمي جثته على قارعة طريق زراعي في واسط، وقيام شاب  بقتل اسرة بأكملها بعد أن جمعهم في حمام المنزل وأطلق عليهم الرصاص بمنطقة المشتل ببغداد، وجريمة مروعة اخرى هزت الوجدان، أم وأبناؤها يقدمون على قتل الأب وحرق جثته في البصرة، وأم ترمي اطفالها في النهر من على جسر الاعظمية، 
اما مجزرة جبلة في محافظة بابل، التي راح ضحيتها 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال، فهي الآن حديث العراق بأكمله..
أجد أن ما يحدث، هو نتيجة استفحال مرض (الحقد) في الجسد المجتمعي، والحقد من مرادفاته الضغينة والغل والشحناء والبغضاء، فالحاقدون تتولد لديهم مشاعر سيئة تهزم أصحابها وتجعلهم يبغضون ما حولهم، والحقد لا يجتمع مع الرضا والقناعة، فهم ناقمون على كل ما هو قائم، ويسعون الى تشويه كل ما هو جميل، ويتمنون الشر لغيرهم..
إن مرض (الحقد) له آثار مدمرة في نفسية الحاقد، ومنها تعب الأعصاب، وقلق البال، وقض المضجع، وتكون الدنيا أمامه ظلاماً دامساً، وهنا مكمن الخطورة من الانسان الحاقد.
ادعو الى تشكيل مؤسسة علاجية على مستوى عالٍ للمشكوك في امرهم، كما ادعو الأهل الى الابلاغ السريع عن ابنائهم الذين تبدو عليهم ملامح وتصرفات الحقد والكراهية، من دون خجل، فهو موضوع خطير جداً ويؤدي إلى المهالك، فهل وصلت 
الرسالة؟.