أدوارد مانييه.. الرسام الفرنسي الذي تأثر بالفن الإسباني

ثقافة 2022/01/25
...

 ترجمة: كريمة عبد النبي
كان الرسام الفرنسي أدوارد مانييه مولعا بكل شيء أسباني وعلى الأخص فن الرسم. وفي تقرير نشرته صحيفة الواشنطن بوست الأميركية قبل أيام، أشارت الى أن الرسام الفرنسي الانطباعي أدوارد مانييه كان مولعا بالفن الأسباني حتى أن العديد من لوحاته كانت تتناول مواضيع من الواقع الأسباني،وتقول الصحيفة: «قبل غزو نابليون بونابرت لأسبانيا، لم يكن الفن الأسباني معروفا في فرنسا، إلا أن السرقات الفرنسية غيرت ذلك الواقع بعد أن قام عدد من قادة الجيش الفرنسي بسرقة لوحات تعود لكبار الرسامين الأسبان وعلى رأسهم الرسام العالمي الشهير غويا، أيوجين ديلاكروس وغوستاف كوربت اللذان كان لهما تأثير واضح على الرسام الفرنسي مانييه.
 
ويشير تقرير الصحيفة الى أن العام 1865 شهد عرض العديد من اللوحات التي أنجزها مانييه، والتي تتناول مواضيع أسبانية وعلى الأخص اللوحات التي رسم فيها مانييه المصارعين الأسبان.
وقد رسم مانييه المصارع الأسباني بأدق التفاصيل والألوان من القبعة الى الملابس الى الحزام والرداء الأحمر الذي يحمله المصارع. وقد اشتهرت لوحاته التي تتناول هذا الموضوع بتناغم الألوان الى درجة كبيرة، فهو يمزج بين لون القبعة الأصفر ولون ملابسه البني ولون الرداء الأحمر الذي يحمله المصارع عادة.
وتشير الصحيفة الى أن مانييه زار أسبانيا لأول مرة في العام 1865، إلا أن تأثير الفن الأسباني على لوحاته كان قد بدأ قبل هذا التاريخ، وقد زاد تأثير الفن الأسباني على لوحاته بعد زيارته لهذا البلد.
وخلال زيارته لأسبانيا، شاهد مانييه لوحات الرسام الأسباني فيلاسكيز، إذ أعرب عن دهشته لأعمال هذا الرسام ووصف إحدى لوحاته وهي عبارة عن صورة مهرج، بأنها أفضل عمل فني على الاطلاق.
أما لوحة المصارع للرسام مانييه، فتقول الصحيفة، إن براعة الرسام في الانتقال بألوانه من الضوء الى الظلام كما يظهر في وجه المصارع ولون السروال والجوارب جعلته محط إعجاب الكثير من النقاد الذين أشادوا بقدرة هذا الرسام في التعامل مع الألوان. ويشير تقرير الصحيفة الى أن تلك البراعة في التعامل مع الألوان جاءت بسبب تأثر هذا الرسام بالفن الأسباني.
وقد أوضح تقرير سابق للصحيفة نفسها، أن الرسام الفرنسي أدوارد مانييه وعلى الرغم من الآلام الكبيرة التي عاشها إلا أنه تمكن من إنجاز أكثر لوحاته الفنية جاذبية وتميزا.
وقالت الصحيفة: إن الرسام مانييه تمكن في آخر مرحلة من حياته التي عاش فيها آلاما كبيرة من إنجاز أجمل لوحات الزهور في تاريخ الفن.
وأشارت الصحيفة الى ان مانييه رسم أجمل باقات الزهور في لوحات ذات خلفية سوداء حيث تبرز أزهار الزنابق الجميلة، ومن أجمل لوحاته في تلك الفترة لوحة بعنوان «أزهار في مزهرية كريستال» التي تعطي انطباعا بأن هذه الأزهار قد تم قطافها للتو، وعلى الناظر ان يمتع نظره بهذه الباقة من الأزهار لأن ليس هناك ما يدوم، فكل شيء الى زوال. وقد أنجز مانييه عددا من لوحات باقات الزهور بين عامي 1880 - 1882. وبعد عام، تقول الصحيفة، أصيبت ساق الرسام بمرض الغاينغرينا، وتوجب بتر ساقه، وتوفي بعد عشرة أيام على إجراء تلك الجراحة.
وذكرت الصحيفة «خلال المرحلة الأخيرة من حياته، أنجز الرسام عددا من اللوحات التي تمثل مجموعة متنوعة من الأزهار وثمر التفاح والخوخ. وقد ابتاع جامع اللوحات والمؤرخ الفني تشارلز ايفروسي، الذي التقى مانييه عام 1880 وكان مولعا بلوحاته، بقيمة ألف فرنك وبزيادة 200 فرنك على السعر الأصلي للوحة، مما دعا الفنان مانييه الى ارسال لوحة صغيرة الى ايفروسي تمثل مجموعة من الأزهار كتب عليها “هذه زهرة مفقودة من مجموعة الأزهار التي اشتريتها».
وأشارت الصحيفة الى أن آخر معرض تضمن لوحات زهور من عمل الرسام مانييه أقيم في معهد شيكاغو للفنون عام 2017، وقد أقيم المعرض تحت عنوان «مانييه والجمال الحديث». وحسب الصحيفة فإن هذا المعرض يعد المعرض الأول من نوعه والمخصص للوحات هذا الرسام. ويشير نقاد  الفن الى ان لوحات هذا الرسام تعد من الأعمال الاستثنائية التي تمثل الفترة التي عاش فيها. 
ويقول تقرير الصحيفة إن مانييه، 51 عاما، تميز في العقد الأخير من حياته بالطموح وإنجاز أعمال أصبحت من أفضل ما قدم للفن. ويعد مانييه، حسب الصحيفة، «أبو الفن الحديث»، إذ عمل على استحداث طريقة جديدة للرسم تميزت بالحسية الفائقة والحماس والتجديد الدائم. 
 
عن صحيفة الواشنطن بوست الأميركية