أرواح العراقيين

آراء 2022/01/25
...

 بشير خزعل 
 
أنْ يظلَّ بلدٌ مثل العراق تحت وطأة عصابات تحتمي بمضافات وقرى وأرياف وحواضن تأوي تلك الجموع البشرية، التي تشبه في طريقة عيشها الذئاب البرية لتهاجم بين آونة وأخرى مدنيين وعسكريين وأبرياء، ولا هدف لها سوى القتل والتخريب، لهو أمر يستدعى إعادة النظر في كل شيء، ليس المقصود الخطط الأمنية والعسكرية، فهذا من شأن أصحاب الاختصاص، بل ما نتحدث عنه هنا هو المجتمع العراقي ومحيطنا الإقليمي، الجميع يتحدث عن داعش ويجرمها وينعتها بأوصاف شتى، فمن يأويها؟ ومن يسلحها؟ ومن يجهزها؟ ومن يحميها؟ ويأويها؟ ويقدَّم لها المعلومات لاستهداف العراقيين بمختلف مسمياتهم، حتى وإن كان على مستوى أفراد وأشخاص؟ خلال فترة لا تجاوز الثلاثة أشهر نفذت اكثر من عملية هجوم نوعية من قبل الدواعش على قرى ومدنيين ووحدات عسكرية، وآخرها مباغتة سرية عسكرية تابعة للجيش العراق راح ضحيتها احد عشر شهيدا من أبناء القوات المسلحة للجيش العراقي، حتى ان بعض المناطق والطرق الخارجية المتجهة الى محافظتي ديالى وكركوك اصبحت مقلقة للمدنيين، خوفا من تلك العصابات التي يمكن تفاجئهم فيها في أي وقت، ومع تكرار التبريرات الأمنية عن الخروف وصعوبات جغرافية المناطق التي يختبئ فيها الدواعش، يسأل الجميع ما هو الحل؟ هل سنتعايش مع داعش للأبد، ونتقبله كامر واقع لا يمكن القضاء عليه، ام ستكون هناك حلول جذرية تتضمن الخلاص من هذه المعضلة التي تتعلق بحياة العراقيين وأمنهم، آلاف المحكومين بالإعدام من تلك العصابات الاجرامية ما زالوا يقبعون في السجون من سنوات ويكلفون خزينة الدولة أموالا طائلة، ولا نعرف سر بقائهم طوال تلك الفترة، هل ننتظر فرارهم كما حصل في السابق، داعش قي قراره حازم اكثر من الحكومة العراقية، فهو لم يمهل العسكريين او المدنيين، ممن يتم أسرهم أقل من دقائق ليقوم بإعدامهم، فهل تجرؤ الحكومة على ذلك ام انها ستتذرع بالقوانين وحقوق الانسان وهلم جرا، سر بقاء داعش صار محيرا للعراقيين فهو تعدى مرحلة الطائفية او القومية، وأصبح يحارب الدولة بأسرها وجميع مكوناتها، يقتل الجميع ويستبيح كل شيء بلا هوادة، لا توجد بلدة او قرية في المدن والمناطق العراقية لاتعرف ابناءها، ولا سبيل آخر عن استصال تلك العصابات من جذورها، هي ومن يقف معها ويأويها، لسنا مستعدين لنزف مزيد من دماء الابرياء على أيادي عصابات مجرمة تجوب المدن العراقية كيفما تشاء، تلك العصابات البائسة في المعنى والفحوى والخارجة عن قيم وتعاليم جميع الاديان السماوية، وكما في مرات كثيرة سيمر هذا الحادث، وسننتظر من سياتي دوره ليغدر به الدواعش، وليمثلوا به نحرا او حرقا او قتلا بلا رحمة، حل مشكلة وجود داعش أصبح ضرورة ملحة ينشدها جميع العراقيين، وعلى الحكومة والدولة أن تسعى الى انهاء هذا الملف بشكل نهائي، إن أرادت ذلك وبالتفاهم مع محيطنا الاقليمي، فداعش لم يعد يعمل سوى في سوريا والعراق فقط.