ضمان قوة الدولة

آراء 2022/01/29
...

 صالح لفتة 
في ذكرى انتصار العراق على الغزو الظلامي على داعش نستذكر بفخر واعتزاز تلك البطولات التي سطرتها قواتنا المسلحة بجميع صنوفها وتشكيلاتها، لطرد عدوهم الأشد خطورة والأكثر اجراماً وبطشاً على جميع العراقيين. 
بعد أن سعت داعش لتشييد إمارة دموية بعيدة جداً عن روح الإسلام المتسامحة بإدعائها زوراً وبهتاناً أنها الممثل الشرعي والوحيد لأبناء المناطق التي احتلتها، معتمدة على إعلام مضلل قوي ودعمٍ مادي خارجي كبير، جاذبة شباباً من المغرر بهم أو من وقع عليه الظلم بتهمٍ كيدية، فسعى خطأً للخلاص والانتقام بالتحالف مع تلك الفئة من شذاذ الآفاق
 المتشددين.
إضافة إلى المجرمين الذين لا يعبؤون بحياة الناس وكان همهم الوحيد إفشال التجربة الديمقراطية ودفع الناس للقتال
 الداخلي. 
إنَّ سيطرة داعش واجتياحها الأراضي لها أسباب ومسببات لا يمكن التعتيم عنها والسكوت عما يجب الخوض فيه أكثر، وتحليلها وقراءة الواقع قراءة دقيقة لمعالجة الحالة الأمنية والسياسية لمنع تكرار ما حدث في 2014، فإذا لم تعالج تلك الأسباب فبالتأكيد سيشكل وجود خلايا داعش النائمة خطراً دائما على الناس والوطن. 
إنَّ الرجوع إلى تلك الفترة واستذكارها ليس معناها شخصنة الأحداث أو الأسباب وتأويلها على حسب الأذواق أو الأطر الشخصية، بل الغاية استخلاص العبر والدروس من تلك 
الفترة. 
فالمواطن العراقي الذي عاش في هذا البلد المتعدد الأديان والطوائف والقوميات لآلاف السنين، ليس بجديد عليه هذا التنوع ولم تشكل الأديان والطوائف خطورة عليه، لكن تخلي الناس عن الهوية الوطنية الجامعة وازدهار الخطاب الطائفي في حينه وعدم محاسبة ومعاقبة من يصرح بتصريحات تؤجج النعرات العنصرية وتمزيق النسيج الاجتماعي، أدت لما أدت من خسائر بالأرواح 
والأموال. 
إنَّ التأكيد على أن الهوية الوطنية هي الجامع الكبير والمحامي الوحيد للناس، ونفي كل ما قد يسبب أو يساعد بإبعاد الناس عن الهوية الوطنية هي الضامن الأوثق لمنع عودة 
داعش. 
كما أن انصاف المظلومين وعدم نسيان أسَرِ من ضحوا بأرواحهم، شهداء العراق الأبراء ومساعدة أهلهم ممن يحتاجون الدعم والمساندة والرعاية. 
والعمل على إعادة جميع المخطوفات من العراقيات اللواتي تمَّ تهريبهن وبيعهن كسبايا في دول الجوار أو معرفة مصير المغيبين وحل أوضاع المهجرين والمهاجرين والمتضررين، الذين لم يعودوا إلى مناطق سكنهم، بعد أن أصبحت أموالهم وبيوتهم في خبر كان ويسكنون الخيام وطال الزمن عليهم، ولا يمكن تركهم بالعراء طيلة هذه الفترة من دون تعويض ولا حل، وغعمار المدن المحررة 
بسرعة.
هو استكمال للانتصار على داعش وتثبيت للاستقرار في العراق ومنع تكرار الأحداث 
المؤلمة.