بغداد: عمر عبد اللطيف
امتدت يد الغدر والإرهاب فجر أمس الجمعة لتطول مطار بغداد الدولي عبر عدَّة صواريخ انطلقت من منطقة أبو غريب أصاب أحدها طائرة خارجة عن الخدمة، وبينما أكدت سلطة الطيران المدني استمرار حركة المسافرين ورحلات الطيران من وإلى المطار، حذرت من أنَّ هذا العمل الإرهابي يعقد من موقف العراق أمام متطلبات منظمة الطيران المدني الدولية.
وقال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي في بيان: إنَّ "تعرّض مطار بغداد الدولي إلى عمل إرهابي جبان كشف عن إصرار المجرمين على ضرب أمن شعب العراق، والتزاماته، وإمكاناته، وتعريض مصالحه للخطر"، وأضاف أنَّ "استهداف مطار بغداد الدولي بالصواريخ وإصابة طائرات مدنية، والإضرار بمدرج المطار تمثل محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق التي جهدنا في استعادتها إقليمياً ودولياً".
كما أدان العمل الإرهابي كلّ من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبيه حاكم الزاملي وشاخوان عبد الله وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي ورئاسة إقليم كردستان وفعاليات سياسية أخرى، وسفارة تركيا في بغداد وبعثة الأمم المتحدة "يونامي".
وتعرّض مطار بغداد الدولي، فجر أمس الجمعة، إلى قصف صاروخي، وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان: "تم استهداف مطار بغداد الدولي بستة صواريخ نوع كاتيوشا في محاولة لاستهداف مقدرات البلد"، مشيراً إلى أنَّ "الصواريخ سقطت على مكان انتظار طائرات الخطوط الجوية العراقية، مما أدى إلى حدوث أضرار بطائرتين كانتا جاثمتين على المدرج". وتابع البيان أنه "وفور حصول العمل الإرهابي شرعت الأجهزة الأمنية والاستخبارية بإجراءاتها وعثرت على ثلاثة صواريخ داخل منصة للإطلاق في قضاء أبو غريب قرب أحد المبازل وتمكنت مفارز المعالجة من إبطال مفعولها، كما تم التوصل إلى خيوط مهمة عن الجناة للقبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وتقديمهم للعدالة، في حين قامت مفارز الأدلة الجنائية برفع البصمات والتحرز على المبارز الجرمية".
وأكدت الخطوط الجوية العراقية أنَّ رحلات المسافرين المباشرة مستمرة.
من جانبها، قالت سلطة الطيران المدني: إنه "في الوقت الذي يسعى العراق لرفع الحظر المفروض على حركة النقل الجوي وعودته بشكل طبيعي وإبعاد مطاراته وخطوطه الوطنية عن أي قيود أو عقوبات دولية، يأتي استهداف مطار بغداد الدولي بصواريخ إجرامية ليقوض جميع الجهود الساعية لإبعاد ما يؤثر في سمعة البلد وتعريض مصالحه للخطر".
وأكدت أنَّ "هذا الفعل الإجرامي يمثل خرقاً كبيراً للسيادة وتعريضاً لأمن المواطنين للخطر ومزيداً من الشكوك بعدم تلبية متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني، وهذا ما سيعقد موقف العراق أمامهم ويتسبب بمزيد من العقوبات والقيود والخسائر المعنوية والمادية".
بدوره، رأى المحلل السياسي محمد علي الحكيم أنَّ "تلك الاستهدافات ستزيد كلما اقتربت جلسة اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهدف التشويش على الوضع العام".
وقال الحكيم لـ"الصباح": إنَّ "الهدف من الهجمات معروف وهو التشويش من قبل بعض الجهات غير الدستورية والقانونية لصنع حالة من التخبط في وضع البلد"، متوقعاً أن "تكون هناك جهات خارجية ليس من مصلحتها استقرار العراق وراء عمليات القصف".
تحرير: محمد الأنصاري