لنثقْ بقواتنا الأمنيَّة وجيشنا الباسل

آراء 2022/01/31
...

  سعاد حسن الجوهري 
 
الفارس من ينهض بعد كبوة. حكمة توارثناها فوجدناها من الضرورة أن تنطبق على كل من نعلق عليه الامل.
وبهذا أقصد قواتنا الأمنية الباسلة، التي تواصل الليل بالنهار وهي تذود عن حمى هذه الأرض بلا كلل او ملل او انكفاء او تراجع. 
فما حصل من حادثة أليمة أوجعت قلوبنا في حاوي العظيم بمحافظة ديالى واسفرت عن استشهاد كوكبة من ابطال جيشنا الغيارى، من المفترض أن تكون الدافع الأبرز للضرب بيد من حديد على رأس الارهاب الداعشي وتلقين فلوله درسا لا تنساه، ثأرا لشهدائنا الابرار وانتصارا لأسرههم المفجوعة، فضلا عن إضفاء المزيد من الثقة لدى شعبنا في مؤسستيه الامنية والعسكرية. 
وازاء هذا الخرق ومما لا شك فيه إن أحد أهم مرتكزات إدارة المعركة أمنياً في ظل الحروب غير التقليدية، هو استخدام الجهد التقني الساند، لا سيما أن الحروب الحديثة تتطلب وجود هذا الجهد في عميات تعقب الفلول الداعشية وخلاياها النائمة في المناطق الرخوة والهشة أمنيا.  
من هنا يتفق خبراء الشأن الأمني على ضرورة العمل على تدعيم جانب التقنيات وجانب المنظومات، سواء منظومات الكاميرات أو منظومات الاتصالات أو المنظومات البرامجية أو غيرها من الأمور، التي تعتمد عليها أجهزة الاستخبارات وأيضاً تفعيل رفع مستوى العمليات الاستباقية.
مما لا يمكن القفز عليه هو إن الملف الامني أضحى من أبرز التحديات أمام عملية بناء الدولة وترصين أسسها وركائزها، وإن تردي الوضع الأمني من أهم أسباب عرقلة التقدم على المسار السياسي.
فمن ناحية لكون القضية الأمنية تتبوأ قمة أولويات الحكومة، فقد أدى بحث سبل معالجتها إلى تأخير التركيز على تطوير آليات وبرامج وثيقة الصلة بتطوير العملية السياسية. 
من هنا تبرز الحقيقة المهمة والضرورة الملحة بضرورة قطع الطريق أمام جميع المحاولات التي من شأنها زعزعة الثقة بإخواننا من القوات الأمنية والعسكرية في هذه الظروف، والتي أقل ما توصف الحساسة، كونها تتزامن مع انهماك القوى السياسية بمرحلة المفاوضات الماراثونية لتشكيل الحكومة المقبلة والانطلاق صوب مرحلة جديدة من تاريخ وطننا 
الحبيب. 
والحقيقة الثابتة هي إن المنجز الأمني الذي تحقق وتمثل بدحر عصابات داعش الارهابية وتحرير اراضينا من براثنها، لم يأتِ بالهين اليسير، بل قدَّمت فيه قواتنا البطلة بشتى صنوفها درسا تاريخيا بالتضحية والبسالة والاقتدار، واستطاعت أن تدير معركة شرسة تعجز عنها أعظم جيوش العالم في ظل تحدٍّ كبيرٍ، حيث إنها كانت تقاتل عدوا متمرسا بالمدنيين العزل من أهلنا، فكان التوفيق حليف رجالنا الأبطال، حينما ساندهم الأهالي وقاتلت معهم الأرض ووقف معهم الإعلام والصحافة بالكلمة ورفع المعنويات، حتى تمَّ النصر التاريخي العظيم. 
وازاء هذه المستجدات المتسارعة يبرز الواجب الوطني والاخلاقي بضرورة ووجوب الحفاظ على هذا المنجز من خلال استمرار التكاتف والتعاون بين المواطنين والقوات الأمنية، وعلى رأسها الثقة بقواتنا الباسلة التي فوضناها نيابة عنا للذود عن حمى الوطن وحاضره ومستقبله. 
قواتنا قادرة على كبح جماح من تسول له نفسه الاثيمة، العبث بمقدرات وامن واستقرار شعبنا ووطننا وسترى فلول الارهاب هزيمتها النكراء على يد من رضع حليب الحرائر، ونذر نفسه عنوانا للتضحية والفداء من أجل رفعة كلمة 
العراق.