عن الفاشل الكاذب

العراق 2022/02/01
...

أحمد عبد الحسين
كلّ الذين شاركوا في الحكم اعترفوا أنهم فاشلون.
بطريقة أو بأخرى كانوا يعترفون بما يعرفه الناس كافة ولم يأتوا بجديد، إذإنَّ فشلهم أوضح من أن يحتاج إلى تصريح أو تلميح. نرى هذا الفشل عياناً ونعيشه ونتنفسه ونأكله مضطرين منذ عقدين من الزمن. ولذا فإنّ كلَّ كلام عنه يعدّ لغواً، وقد قيل قديماً: توضيح الواضحات من أعقد المشكلات.
كانوا يدافعون عن فشلهم بأسباب نعرف أنّها واهية. غياب الأمن والاضطراب هما نتيجة للفساد والفشل وليسا سببين. وحين كنا نرى الميزانيات الانفجارية تتحوّل إلى أرصدة وعقارات خارج العراق للسياسيين الكبار وأبنائهم، لم نكن ننتظر من هؤلاء أن يأتوا لنا بعد سنوات من الخراب ليعترفوا لنا بأنهم فاشلون.
هذا الفشل العميم كان يستوجب منهم التنحي والانعزال وترك الحياة السياسية لآخرين أقلّ فشلاً منهم. كل إجراء أقل من هذا هو إمعان في مسيرة الفشل الظافرة!
كان شهر تشرين "تشرين الاحتجاجات وتشرين الانتخابات كذلك" صرخة قوية في وجه هذه المهزلة. قال الناس للفاشلين بأوضح لسان: كفى.
واليوم مع مباحثات تشكيل الحكومة يضع الفاشلون اعترافاتهم في جيوبهم ويتدافعون بالمناكب من أجل جولة جديدة من الفشل الذي يعني لهم مزيداً من الأرصدة والعقارات، ولنا ولوطننا مزيداً من الخراب.
ما الذي يمنع هؤلاء السادة السياسيين المحترمين الذين أصبحوا أثرياء بسبب فشلهم أن يجربوا أن يكونوا سياسيين فعلاً على سبيل التغيير؟ ما الذي يمنعهم من أن يلملموا صفوفهم في جبهة معارضة ويراقبوا أداء آخرين، وأن يلتقطوا أنفاسهم بعد كل هذا اللهاث المحموم.
وجودهم معارضين قد يقنع بعض الناس أنهم في الأقل كانوا صادقين في اعترافهم بالفشل. فعارُ أن تكون فاشلاً أهون عند الله والناس من أن تكون فاشلاً وكذاباً.