أوجوستو مونتيروسو

ثقافة 2022/02/06
...

 بغداد: الصباح
أوجوستو مونتيروسو كاتب غواتيمالي، ولد في الهندوراس عام 1921. واشتهر مونتيروسو بمجموعاته القصصية القصيرة مثل الديناصور وهي من أقصر القصص القصيرة التي تتألف فقط من سبعة كلمات وأيضا المجموعة القصصية الحكايات والخرافات المختصرة. 
 
وقد اعتمد مونتيروسو في كتاباته مثلما هو عليه الشأن مع الأديب الارجنتيني الراحل خورخي لويس بورخيس، على بعض الخرافات والأساطير والحكايات والقصص الغريبة، مما جعله يخلق له عالماً أدبياً متميزاً خاصاً به يقوم على النقد اللاذع والملاحظة الذكية الدقيقة لبواطن الأمور. ومعاني قصصه ومضامينها مستقاة في معظمها من الأمثال السائرة والحكم المأثورة والأشعار البليغة، بل ومن صلب المجتمع ذاته، انه يحول كل ذلك إلى نصوص آسرة تقوم أساساً على السخرية المرة من مظاهر الحياة ومفارقاتها وتشرح المجتمع بمبضع دقيق. اضطلع مونتيروسو بنشاط كبير في الحقل الأدبي والسياسي في بلده غواتيمالا منذ نعومة أظفاره، ثم انتقل بعد ذلك إلى المكسيك وهو لم يتجاوز بعد الثالثة والعشرين ربيعاً من عمره، بعد أن اختفى في السفارة المكسيكية بغواتيمالا، حيث كان مطارداً من طرف النظام الديكتاتوري في بلده في ذلك الوقت. كان سكرتيرا مع الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا منذ 1954 الى 1956، وفي الوقت الذي كان يعمل فيه جزاراً بالمكسيك كان يدرس في المعهد العالي لفقه اللغة الاسبانية بعاصمة الازتيك ويتحف الآداب الاسبانية بأجمل النصوص القصصية وأعمقها.
ومن كتبه البارزة: النعجة السوداء ومزيد من الخرافات -1969، حركة دائمة -1972، رواية والباقي هو الصمت -1978، رحلة إلى مركز الخرافة (الأسطورة) محادثات -1981، الكلمة الساحرة (الخيالية) -1983، الحرف e: مشاهد من احدى اليوميات -1987. في عام 1998 نشر مجموعته المقالية البقرة.
ومن أشهر مؤلفاته عندما استيقظت وجدت الديناصور مازال هنا، فهي كانت تعد القصة الأكثر اختصاراً في الأدب العالمي حتى ظهور المهاجر للكاتب لويس فيليب لوميلي. ولقد صرح مونتيروسو عن الديناصور قائلا”: “إن تفسيرات هذه القصة غير نهائية مثلها مثل الكون نفسه”. 
اعتمد في بعض أعماله على فكرة الأسطورة فهي من وجهة نظره: علاقة ذات افتراء محض فهي تستبدل كل ما هو أساسي بما هو كاذب وخاطئ. تكلم مونتيروسو في قصصه ومقالاته عن الدراما والمآسي الصغيرة الخاصة بالإبداع الأدبي. 
لم تكن وجهة نظره الأدبية سراً أبداً عن قرائه. منذ عام 1959 عندما بدأ في نشر كتابه الأول كان أبطال أعماله الأدبية الفردية متنوعين بين الكتاب والأدباء –بشر وحيوانات– ويحوي كتابه الثالث مقالاته المختصرة إلى جانب الأقوال المأثورة والحكايات، وانشغل في هذا الكتاب بعرض مشكلات الحياة والمهام الأدبية. بالطبع، من يقرأ الأربع أعمال الأولى له: الأعمال الكاملة.. ترجمت أعماله إلى الإنجليزية، الألمانية، البولندية، الإيطالية، البرتغالية، واللاتينية.
وكان قد حصل عام 2000 على جائزة أمير استورياس الاسبانية في الآداب، هذا كما سبق له أن حصل على جائزة خوان رولفو، التي تعد من أكبر الجوائز الأدبية في الآداب الأميركية اللاتينية والكاريبي، فضلاً عن جائزة الآداب الوطنية في بلده الأصلي غواتيمالا. توفي في 7 فبراير 2003 في مدينة مكسيكو.