الشائعة ومحاربتها بالأساليب المضادة

آراء 2022/02/07
...

 ماجدعبدالحميد الحمداني
 
تظهر بين الفينة والأخرى اخباراً مجهولة المصدر او من مصادر غير موثقة وليست موثوقة، لأنها أساسا ملفقة مغزاها التأثير بشكل مباشر اوغير مباشر على الوضع الأمني، من خلال محاولة التأثير النفسي السلبي في حالة تقبل وتصديق تلك الاخبار من قبل المتلقي والتي هي في حقيقتها مجرد (شائعات) تمت فبركتها من قبل الجيوش الإلكترونية التابعة للمنظمات الإرهابية التي نجحت فيها إبان 2014 مع مجموعة من عوامل أخرى نجحت في إضعاف الثقة بين نسبة كبيرة من قواتنا الأمنية، الأمر الذي جعل اي مواجهة عسكرية بين المجاميع الإرهابية وبعض القطعات الأمنية تنتهي لصالح تلك المجاميع في ذلك الوقت الاستثنائي الغابر إن صح التعبير، لذا يتحتم على المؤسسات الأمنية والاكاديمية التركيز على تحصين الجانب النفسي لدى عموم أفراد القوات الأمنية، بدءاً من قادته وآمريه، وصولا لأصغر منتسب في القوات الأمنية ليس من خلال المناهج التدريبية والتعليمات المتواصلة فقط،، وإنما من خلال متابعة تلك الشائعات ومحاولة معرفة مصادرها أولاً، والوصول لتلك المصادر والقصاص منهم من ثم الرد عليها بشكل علمي مناسب وليس فقط بمجرد تكذيبها، فمثلاً انتشر قبل فترة وجيزة مقطع صوتي (مجهول) يدعي صاحبه أن الوضع الأمني في إحدى المحافظات يعاني من تغلغل عناصر إرهابية، الخ، مما دعا وزير الدفاع السيد جمعة عناد إلى تكذيب تلك الادعاءات التي تمثل اخباراً مزيفة، بهدف تضليل الرأي العام والتأثير النفسي السلبي في معنويات القوات الأمنية في تلك المحافظة وكان الرد في 
محله. 
أما إذا أردنا قطع الطرق بوجه المنظمات الارهابية وإفشال مخططاتهم في هذا المجال، فيجب حسب اعتقادي تفعيل منظومة اعلامية اكثر تفاعلاً مع الوسائل التي تقوم ببث تلك الشائعات، لا سيما في القنوات الفضائية الرسمية كقنوات شبكة الإعلام العراقي وصحفه واذاعاته، لأن جميع جيوش العالم تحذر كثيرا من المساس بالجانب المعنوي والنفسي وتعتبره ركيزه مهمة في تقوية الروح القتالية، سواء الدفاعية أو الهجومية، وأعتقد جازماً أن عملية تصوير بعض من أنشطة القوات الأمنية سواء التدريبية او القتالية وعرضها في برامج خاصة أمر في غاية الأهمية، لأنه يعطي اطمئناناً للشارع المحلي من جهة ويضاعف الجانب المعنوي لدى المقاتل نفسه ويزيد من ثقته بوحدته 
العسكرية. 
 فضلا عن مراعاة الجوانب الإدارية والفنية الأخرى من قبل القيادات العليا، وكل ذلك سيصب بالتأكيد في صالح البنية العسكرية وتعطي انطباعا لدى الأعداء، وحتى الأصدقاء على الاستعداد العالي والمتصاعد في إمكانيات تلك القوات ليس في مجال التسليح والتجهيز فقط، بل في جميع المفاصل الاخرى وهذا ما بدأ يؤتي ثماره ميدانيًا من خلال الانتصارات المتحققة على الارهابيين، ما إنعكس على تعزيز الاستقرار في بلدنا
 العزيز،