وحدة {الشيعة} بخير

آراء 2022/02/09
...

  عبد الحليم الرهيمي
مع احتدام حمأة الصراع السياسي بين بعض الأحزاب والكتل والتيارات السياسية، التي ينتمي اعضاؤها للكيان – المذهب الشيعي، عمد ويعمد بعض أطراف هذه الجماعات السياسية الى التعبير عن الويل والثبور وعظائم الأمور، وحتى (ذرف الدموع) على خطر تقسيم وشق صفوف الشيعة وإضعافهم وتحجيمهم، ليصبحوا (اقلية) في المجتمع وهم الكيان الاجتماعي الاكبر.
 
وذلك جراء (مؤامرة) ضدهم يتهمون بها حلفاء السيد الصدر ممثلين بكياني الكرد والسنة الذين يسعون لتحجيم الشيعة وتقليص دورهم في 
المجتمع. 
وتعبر هذه التحذيرات والاتهامات، التي يوجهها بعض أطراف تلك الجماعات السياسية للكيانات الاخرى بإثارة نزعات طائفية وعرقية عنصرية تهيج مشاعر وعواطف بعض الشيعة البسطاء ضد مواطنيهم الآخرين، كما يعتقدون رغم أن مثل هذه الدعوات أصبحت من الماضي وغير مؤثرة او فاعلة وهو الامر الذي دللت عليه انتفاضة تشرين عام 2019، وأوجدت ثقافة تؤكد الهوية الوطنية العراقية الواحدة. 
وبذلك فأن غالبية مواطني الكيان الشيعي باتت تدرك الأهداف الحقيقية لتلك الدعوات وهي المصالح الشخصية والحزبية والفئوية، وتدرك ايضاً سمة التضليل من الادعاء بتقسيم الشيعة وشق صفوفهم، لأن (الانقسام) الحاصل هو خلاف سياسي بين تلك الجهات السياسية، التي تمثل أقل من خمسة بالمئة من أصوات الناخبين، وانهم كمواطنين عراقيين ينتمون للكيان الشيعي لا خلاف ولا عداء لهم مع الكيانات الوطنية الآخرى، وهو ما أكدت عليه ايضاً الشعارات والاهداف الوطنية لانتفاضة 
تشرين. 
واذا كان الانقسام الذي يدعون حصوله بين الشيعة هو في الواقع بين الجهات السياسية الشيعية نفسها، التي لا علاقة لها بمواطني او ابناء الكيان 
الشيعي.
وإن هذا الكيان الشيعي الاكبر المهم في المجتمع العراقي هو وجود موضوعي وجغرافي لا يمكن لأحد تصغيره او شقه، لأن الخلاف والانقسام هو بين شريحة السياسيين الشيعة الذي يتصدرون المشهد الآن وبذلك يمكن القول إن وحدة صفوف أبناء الكيان الشيعي، هي الان بخير وتتعزز اكثر فأكثر من جهة وفي علاقاتها بالكيانات المذهبية والعرقية والدينية الاخرى من جهة أخرى، فليطمئن كل من يخشى على وحدة الكيان الشيعي وشق صفوفه، وليبقى انقسام السياسيين 
بعيداً عنهم.