كلام في الهامش

آراء 2022/02/13
...

 زهير الجبوري
 
في ظل التحولات الكبيرة والجوهرية التي يعيشها البلد حول موضوع تشكيل الحكومة، وكيف أن الآراء تتضارب وتتنافر بين الأطراف جميعها، وهذا أمرٌ طبيعي جدا، لأن الساحة العراقية منذ العام 2003 مشحونة بالآراء المختلفة بين جهة وجهة أخرى، قد يكون ذلك نتيجة طبيعية جدا للظروف العامة التي عشنا تفاصيلها قبل زمن الأحتلال، ولا أعرف إن كان الأمر يتعلق بقناعة الفرد العراقي أم بقناعة الجهة التي ينتمي اليها كل فرد من أفراد
 المجتمع.
ومن خلال النتائج التي افرزتها الانتخابات الأخيرة، ونجاح الممارسة الديمقراطية بشكل ملموس (بعيدا عن التشكيك في نزاهتها أم لا)، فإن كلام الناس المطروح في الأماكن الهامشية له الأثر الكبير في رسم ملامح الدولة، بمعنى إن الناس في كل بقاع البلد هم من اختاروا نواب المرحلة الجديدة من خلال مشاركتهم الفاعلة والمصيرية، اذا لماذا لمْ يحضر الغالبية منهم في قاعة مجلس النواب ليحددوا من هو رئيس الجمهورية 
الجديد.؟ 
واذا كانت أيادي الأحزاب والكتل السياسية العراقية لها البصمة المؤثرة في عدم الحضور (بحسب ما ذكره العديد من اصحاب الشأن في الفضائيات ووسائل الأتصال الأخرى)، فأين تقدير الناخب العراقي الذي عبر عن وطنيته ليدلي بصوته، فكلام الهامش في زمن انفتاح الناس على العالم الرقمي هو في حقيقته (كلام في الصميم)، لذا كان على كلّ من يشعر بأن القرار يمرّ من خلال الجهات المتحزبة، فإن قناعته غير مكتملة، لأن ثورة 2019 التاريخية ممكن عودتها في أية لحظة وفي أي وقت يشعر الشعب أنه بحاجة الى إبراز هويته الوطنية، ودليل على ذلك إن الانتخابات الأخيرة هي نتاج الثورة ذاتها، ولولا التجمعات الشبابية وبعض التجمعات التي لها أرضية أيديولوجية لما حصل ما حصل في الانتفاضة الكبيرة التي ساهمنا في احيائها.
فـ(كلام الهامش)، هو الكلام المعبر عن الضمير الحقيقي للانسان الباحث عن حرية وأمل في أرض لها تاريخ كبير وحضارات أسست للعلم والمعرفة، ولعل هذا الكلام هي البذرة الجديدة لأتخاذ القرار بعد نضجها، فطبيعة الأنسان العراقي انه يمتلك قراره ومصيره بأضيق الحالات، وما يتمناه الجميع أن تكون هناك توافقات ومقاربات فكرية تنصب للصالح العام، لا لجهة معينة، فالبلد أكبر من الجميع مهما كانت الظروف ومهما كانت المؤامرات.