إياد الموسوي يرسم بغداد

ثقافة 2022/02/16
...

 بغداد: محمد اسماعيل
 
طَرَقَت "الصباح" باباً بغداديةً معتقةَ الألواحِ.. متصدئة المسامير، ثبتت في جدار متكشط ذي طابوق من نوع الـ "اللِبِن الفرشي" الذي صفه الخلفات – الإسطوات، منذ بدايات القرن العشرين، وما زال شاهد أصالة دار السلام، بأهلها الطيبين... واصلت الطرق؛ فأطل الفنان إياد الموسوي، من أقصى زقاق ضيق في محلة قديمة؛ إذ حمل الموسوي، ذكريات الطفولة الى كندا.. مغترباً، وعاد بها مرسومة على لوحات جعل عناوينها أبياتاً شعريةً معبرةً، ليقيم معرضه الشخصي السابع عشر "ذكريات بغدادية" على قاعة حوار. 
افتتح وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم المعرض، قائلاً: "حضرنا مباركين لقاعة حوار احتضانها فناني الداخل والخارج، وهي القاعة العريقة التي تمثل هويتها قدرة على استقطاب الوجوه والأسماء والتجارب".
وأكد: "نحن في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، لدينا مشروع مدهش، هو استقدام فنانين من الداخل والخارج لتنظيم سمبوزيوم بالتعاون مع القاعات الأهلية". 
وقال مدير القاعة قاسم سبتي، إن "الفنانون المقيمون في الخارج، هم أصلا أبناء قاعة حوار، حيث تشكلت مشاريعهم الفنية في أروقتها ".
ويجد سبتي في أعمال إياد خصوصية تميزه عن سواه، وألوان أعماله هادئة، شرقية، علماً أن هذا ثاني معرض يقيمه إياد الموسوي على قاعة حوار، الأول بعنوان "بغداد.. أحلام الفجر-  2019 ".
ويتمنى الفنان اياد الموسوي أن ينهي غربته بالعودة الى أحضان الوطن، ليسرب حنينه الى العراق في لوحات تحمل غربة داخلية، تناظر غربته في كندا؛ فهو يأخذ طفولته إينما حل وارتحل.
بين الموسوي "اخترت قاعة حوار لأن موازينها فنية" موضحاً: "يهدف هذا المعرض الى إبراز الجوانب الجمالية، في رؤيتي لبغداد التي ما زالت تنبض في ذاكرة الطفولة، فهي لا تمحي، بل توفر تجربة بصرية شيقة لرواد الفن، كما تتيح فرصة لجميع المعنيين بالاطلاع على تصوري لبغداد في عالم الغربة".
أما الفنان سعد الطائي، فقال إن "الموسوي أنجز أعماله التشكيلية من ذكريات نابعة من طفولته في بغداد التي ما زال أثرها جميلاً يوقظ خيالاً فنياً مرهف الإبداع، صاغه بحساسية عالية".
وتحدث الفنان د. محمود شوبر على لوحات المعرض أثناء تهيئة إياد الموسوي، أعماله لإقامة معرضه السابع عشر على قاعة حوار التي تعد جواز احتراف في الفن العراقي" وكيف أن "اسم إياد الموسوي اقترن بالغربة، مثلما اقترن بالفن.. والغربة مرجل يغلي؛ لإنضاج الفن والحنين، فاعل في تشكيل رؤى جمالية نابضة بالشوق الى الماضي المفقود".
أما الفنان د. علاء بشير فقال إن الموسوي استعمل مواد متباينة بمهارة ذات أسلوب تعبيري، قادر على أن يري المتلقي ما خفي عنه من عالمه الداخلي".