الروسية إيكاترينا بروسيلكوفا لـ « الصباح »:الفنّ انعكاس للعالم يعرّفنا على ذواتنا

ثقافة 2022/03/01
...

 روسيا: عباس ثائر
تعشق الفنانة الروسية ايكاترينا بروسيلكوفا؛ فن التشكيل إلى حد الشغف. وهي مصممة جرافك. وتعمل في رسومات وسائط مختلطة، حبر، ألوان مائية، زيتي، باستيل، وأكريليك. تهتم بمواضيع: الطفولة، المدينة، السماء، الناس في الطبيعية. أساس عملها في مراسم الهواء الطلق. محلياً وحول المدن الروسية.
ايكاترينا التي ولدت في مدينة اوريول 17 ديسمبر 1992، هي الآن عضو اتحاد فناني روسيا، وسبق أن درست في جامعة ولاية أوريول، وتخصصت في «بكالوريوس التربية في الآداب»، كما درست الماجستير في كلية الآداب والرسومات في اتجاه «التربية التربوية». وشاركت في المعارض الإقليمية والروسية بالكامل.
ولا تزال تمارس فن التشكيل، متحدية جائحة «كورونا» كي تستمر في نشر الجمال؛ والأفكار التي تعبّر عنها.
 
* نود معرفة الأدوات التي تستخدمينها في إنجاز لوحاتك، ونوعية الرسومات التي تقدمينها، بمعنى ما الرسومات التي ترسمها؟، وإلى أيِّ المدارس الفنية تنتمي: الكلاسيكية أم الواقعية أم الانطباعية أم التجريدية أم السريالية أم المعاصرة أم ماذا؟.
- لا تختلف أدواتي عن أدوات أي فنان آخر، أستخدم (الورق، القماش، الكرتون، قلم، ريشة، حبر، طلاء).. وغير ذلك. 
أما في ما يخص أنواع وأفكار لوحاتي، فهي متنوعة، ومتعددة التقنيات. ولو عدتُ إلى المدرسة الفنية التي قد أنتمي إليها أو أسير وفقها؛ فأنا حقاً لا أعرف إلى أي مدرسة فنية أنتمي أو أحبّ، أو حتى أميل، بمعنى: أن الفن هو الفن، والجمال هو الجمال، وإن اختلفت مشاربه، وتعددت
موارده.
 
* أية رسالة يقدمها الفن للناس، ولِمَ يحتاجونه برأيك؟ ثم ما هو الهدف من وراء الفن؟
- الفن يرسل خيوطاً تربط الأجيال؛ لذا الهدف الأساس من الفن هو ألا تصطدم أو تقع في عالمٍ خالٍ من الجمال، عالم أجرد، حيث لا تسود سوى الشهوة والشراهة. الفن هو دعوة الى السمو، والى النفس، وهدفه أن تفهم نفسك، وبتعبير آخر هو فهم الذات وإيجاد مكانك في هذا العالم، وأن تفهم ما أنت
عليه. 
ذلك بفضل ما يستوقف نظراتك، وأن تكون أقرب إلى (كارافاجيو، رامبرانت فان راين، رينوار، زورن، بيردزداي)، أو صوت (ماريا كالاس الجذاب، أو شاليابين).. نستطيع القول إنّ الفن هو انعكاس للعالم فيك، وانعكاسك في
العالم.
 
* يقال إن الرسم كلامٌ صامت ويشبه في الروح الكتابة الأدبية، مثل الشعر أو القصص القصيرة، هل لاحظت أنّ علاقة ما تربطهما معًا، أي الكتابة والفن؟
- نعم، أنا أرى أن كلّ لوحة هي عبارة عن قصة ما، بل هي ذاتها قصة عن شيء ما، العمل الفني، السيناريو الذي يتخلله -إذا جاز لنا التعبير- هو قصة، إنما مرسومة؛ فحسب، الفن هو حكايات وأحداث
مرسومة.
 
* لا شك أقمتِ معارض في روسيا؟ كيف تقيّمين نسبة الإقبال لدى المواطنين الروس على المعارض الفنية، وهل هناك طلب على اقتناء لوحات الفنانين؟
- أقيمت ليّ ثلاثة معارض فردية: في مدينة «أوريول»، والمشاركة في معارض جماعية في «بيلغورود»، «كورسك»، «موسكو»، «كالوغا»، «سمولينسك»،
«يكاترينبورغ». 
كما يبدو لي أن الناس مهتمون في المعارض، أقصد المعارض الحية الواقعية أكثر من الافتراضية. هناك حضور وإقبال ليس بالقليل، وهناك طلب أيضًا، فمازال معظم الناس يناضلون من أجل الجمال والحظوة به، فالاستحواذ عليه ينشأ من لحظة موفقة للوصول في المكان المناسب، والوقت المناسب. لكن لسوء الحظ لا توجد مساحات أو مواقع كافية في مدينة «أوريول» لإقامة المعارض في الهواء
الطلق.
 
* هل أثرت جائحة «كورونا» على الحياة الفنية؟ وكيف تعاملت مع الوضع كفنانة؟
- تأثرنا لا شك، بمعنى أن التوجه إلى الحدائق للعمل في الهواء الطلق تقلص، ثمة نقصٌ كبير، وهكذا كلّ شيء هو نفسه، العالم يسير وفق طريقته، بوتيرته الخاصة، وأنت على الورق بوتريتك المختلفة. بالطبع، لم أستطع كفنانة التأقلم مع ما حدث. 
إنما كنت سعيدة؛ فقد رسمت ورسمت ورسمت، ولو أنّ الأشهر الستة -أشهر الحظر المشدد- التي حلت علينا جاءت نفسها ثانية، لما كنتُ سألاحظ ذلك، فهناك الكثير من الموضوعات الآسرة، التي من شأنها أن توّلد الإبداع.. لقد توفر لي وقت مناسب
للرسم. 
إذ لا أحد يشتتني ويلهيني، أو يسرق الفكرة من رأسي مرة أخرى! وأعتقد أنّ العزل الذاتي، أو العزلة بشكل عام حيث أنّ العالم الخارجي لا يتطفل أو يتدخل في العالم الداخلي -عالمك الخاص- وهذا من شأنه أن يجعلك وحيداً تلتقي مع نفسك لتراها كما هي، وتفكر فيما تريد قوله بأعمالك، وماذا تفعل وكيف
تنجز.