كاتبان أوكرانيان لـ « الصباح »: بلدنا قطعة حلوى سيأكلونها

ثقافة 2022/03/01
...

 حوار وترجمة: مهند الكوفي
تشير الكاتبة الأوكرانية إلينا لازوتكينا بعد أن طرحنا عليها بعض الاسئلة المتعلقة بالنشر والحقوق الملكية إلى أنه لا توجد رقابة قانونية على نشر الكتب، ولا تتحكم الدولة في ذلك ولا تنظمه ولا تحميه بأي شكل من الأشكال. 
وبصفتها ناشرة، تجيب عن تساؤلاتنا: في أننا، لم نقرأ لكاتب أوكراني منذ زمن طويل! فهل هناك بالفعل رقابة قانونية على نشر الكتب في أوكرانيا؟
- أتصل شخصيًا وأرسل المحامين وأدفع لضباط إدارة أمن الدولة لإزالة النشر الوهمي لكتبي من الإنترنت، ليس لدي أي مكان ألجأ إليه لحماية الملكية الفكرية. وإنما بسبب انتشار الأدب الشعبي الأوكراني بلغة حديثة بعيدة عن اللغة الروسية المحكية آنذاك، جعل من الأدب الأوكراني محليًا. 
 
 * منْ هو أهم كتّاب أوكرانيا؟
 - لا توجد هناك لغة للأرقام في الأدب، بل هناك لغة للكتابة. الكاتب الأوكراني يكتب ويقرأ ويخفي ما كتبه. أستطيع القول: اذا ما نشر الكاتب خمسة من الكتب المطبوعة، صار هو الأهم على الإطلاق. ولكن، من له القدرة على النشر؟ 
 
* ما حل مشكلة الأدب الأوكراني؟
- أن يكتب بلغة روسية، وقراءة أوكرانية. فلا وجود للأدب الأوكراني ما لم يرتبط باللغة الروسية.
 
* ما حقيقة فرض الضرائب على الأدب المنشور باللغة الروسية؟
- هناك ضرائب، مع ذلك تزداد مبيعات الكتب المنشورة باللغة الروسية. هناك دور نشر أوكرانية كبيرة تبيع هذه الكتب على المستوى الأوروبي، لدرجة لا يمكننا تغطية كل الطلب الذي نوجهه حاليًا مع الأدب باللغة الروسية.    
 
الورد فوق فوهة المدفعية
أما الكاتب أندريه بوندار، فقد تحدث لنا عن الهوية واللغة وهو يجيب عن بعض تساؤلاتنا في هذا الشأن. 
* لقد كتبت عن عدم اكتمال الهوية الثقافية لأوكرانيا؟ وما سبب ذلك؟
- بالفعل إنها غير مكتملة، لقد ضاع كل شيء. يجب أن نرتبط بالشعوب التي تمتلك ثقافتنا القديمة، لا حاجة الى الشعوب التي تفتقر
لذلك. 
 
* للغة علاقة بتلك الهوية؟
- من لا يملك الهوية لا يملك اللغة. كانت لغة الطفولة الروسية والمراهقة كذلك، مؤخرا تعلمت اللغة الاوكرانية في أكاديمية موهيلا في كييف. بالنسبة لي: أنا مواطن أوكراني، لكنني متعلم إلى الآن.. أكتسب اللغة والهوية. 
 
* أحيانا ينتقد الشعب السياسة الأوكرانية، باعتبارها مظهراً من مظاهر القومية الأوكرانية الوطنية، مختبئين خلف ستار الليبرالية، لكن في الواقع، غالباً ما يخفي هذا نزعة قومية أخرى ألا وهي الروسية.
- ليس فقط القومية، وانما الطائرات الحربية والمدفعية الروسية. 
 
* يبدو لي أن المعضلة المهمة الأخرى في المجتمع الحديث هي المعضلة الليبرالية الوطنية. بمعنى: أن الوضع الحالي في أوكرانيا، لا يمكنك أن تكون ليبراليًا من دون أن تكون وطنيًا، وأن تكون وطنيًا من دون أن تكون ليبراليًا. كونك وطنيًا يعني الدفاع عن أوكرانيا من العدوان الروسي الاستبدادي، وهذا يعني الدفاع عن قيم الحرية، أي أن تكون ليبراليًا. هل توافق على هذا الأسلوب؟
- تماماً، اليوم يجب أن ندافع عن دولتنا المحتلّة، بعدها نفكر أية حركة ملائمة لأوكرانيا! 
 
* رغم كل المآسي والمجاعة والحرب، أترى شيئاً من الجمال؟
- نعم، تلك العجوز التي تقف أمام فوهة المدفعية، وتضع الورد فيها. 
 
* ما مصير أوكرانيا في رأيك؟
- حلوى، يتنازع عليها الغرب والشرق. في نهاية المطاف، سوف تقسم إلى قطع صغيرة توضع مع كأس نبيذ أحمر.