خلال صلاة الجمعة.. هجوم إرهابي يستهدف مسلمي نيوزيلندا

قضايا عربية ودولية 2019/03/15
...

ويلينغتون/ وكالات
سيناريو الارهاب يتجدد ليضرب مصلين اثناء صلاة الجمعة في نيوزيلاندا، اذ اقدم استرالي متطرف على تنفيذ هجوم ارهابي استهدف فيه مصلين داخل مسجد، وذلك باطلاق النار على مصلين عزل من مختلف الجنسيات، فيما لاقى الهجوم الارهابي ادانة دولية واسعة ودعوات للكشف عن الجهة المسؤولة ومحاربة افكار التطرف والعنف. وقد قتل 49 شخصا وأصيب آخرون بجروح خطيرة في مدينة كرايست تشيرش، جنوب نيوزيلندا، في هجومين إرهابيين استهدفا مسجدين خلال صلاة الجمعة، كما أفادت السلطات. 
وأعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن في وقت لاحق أن منفذ الهجوم «إرهابي متطرف يميني وعنيف»، واصفة الهجوم بأنه عمل إرهابي. 
وقالت جاسيندا أرديرن: «من الواضح أنه لا يمكن وصف ذلك إلا بهجوم إرهابي» وأضافت أنه «تم التخطيط بشكل جيد بحسب معلوماتنا» للعمليتين، مشيرة إلى «العثور على عبوتين ناسفتين مثبتتين على سيارتين مشبوهتين وتفكيكهما».  من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن منفذ أحد الهجومين على مسجدين في نيوزيلندا متطرف يميني أسترالي. وقال موريسون إن إطلاق النار على أحد المسجدين في كرايست تشيرش نفذه مواطن أسترالي وصفه بأنه «إرهابي متطرف يميني عنيف» ، مشيرا إلى أن سلطات نيوزيلندا تتولى التحقيق. وقال المفوض مايك بوش إن القتلى سقطوا «على حد علمنا في موقعين، في مسجد بشارع دينز وفي مسجد آخر بشارع لينوود». وأشار إلى أن الجيش فكك عبوات ناسفة عثر عليها في مركبات المشتبه فيهم. وأضاف أن الشرطة طلبت في يوم الصلاة هذا، من جميع المسلمين تجنب التوجه إلى المساجد «في كل أنحاء نيوزيلندا».  وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية في خطاب وجهته إلى الأمة إن بلدها يعيش أحد «أحلك أيامه» بعد إطلاق النار «غير المسبوق» على مسجدين في كرايست تشيرش. 
 
نجاة منتخب الكريكيت
ونجا منتخب بنغلاديش للكريكيت من إطلاق النار، الذي استهدف   أحد المسجدين بمدينة كرايست تشيريش في نيوزيلندا،  ويستعد المنتخب البنغالي لخوض ثلاث مباريات ضد المنتخب المحلي في نيوزيلندا، وقال المدير التنفيذي لاتحاد الكريكيت في بنغلاديش نظام الدين تشودهوري: «فريقنا كان يتجه نحو المسجد لأداء صلاة الجمعة، الهجوم وقع قبل أن يصل فريقنا للمكان».
وأكد مدير الفريق خالد مسعود أن جميع أعضاء المنتخب بخير.  وألغيت المباراة المقررة غدا السبت بين منتخبي بنغلاديش ونيوزيلندا للكريكيت لضمان أمن اللاعبين، وفقا لما أعلنه المنتخب النيوزيلندي على «تويتر».   
 
ادانة دولية واسعة
الى ذلك أدان قادة دول العالم بشدة الهجوم الإرهابي على مسجدي مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا . 
اذ أرسلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية رسالة تعزية إلى الشعب النيوزلندي وجاء فيها:
«أنا حزينة بشدة بسبب الأحداث المروعة في كرايست تشيرش ويرسل الأمير فيليب وأنا تعازينا لعائلات وأصدقاء أولئك الذين فقدوا أرواحهم،   وفي هذا الوقت العصيب ندعو لجميع النيوزيلنديين». ونيوزيلندا هي إحدى الدول والمناطق التابعة للتاج البريطاني.
ويقصد بالتاج البريطاني تلك الدول التي تقع تحت حكم الملكية البريطانية وإن كان لها استقلال نسبي أو حكومة مستقلة منتخبة ديموقراطيا.
بدوره اعلن  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن التنديد بشدة بالهجوم الإرهابي على المسجدين. وكتب أردوغان في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي في موقع «تويتر»: «أدين بشدة الهجوم الإرهابي على مسجد النور في نيوزيلندا، وعلى المسلمين الذين كانوا يؤدون عبادتهم هناك، ولعنة الله على الفاعلين». 
كما غرد المتحدث باسم الرئاسة التركية على تويتر: «على العالم أن يقف بحزم في وجه الإرهاب الفاشي المتمثل بالإسلاموفوبيا». 
كما ندد الأزهر وإمامه الأكبر أحمد الطيب بالهجوم الإرهابي، وحذر الأزهر في بيان عنه من أن الهجوم يشكل مؤشرا خطيرا على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا، حتى تلك التي كانت تعرف بالتعايش الراسخ بين سكانها .مشددا  على ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة. 
كما أدان مفتي مصر شوقي علام بشدة الهجوم الإرهابي الخسيس، وأكد مفتي مصر في بيان له أن هذا الهجوم الإرهابي يتنافى مع كافة الأديان والشرائع السماوية التي تحرم الاعتداء على الآمنين والأبرياء وترويعهم فما بالنا بالاعتداء على بيوت الله التي يذكر فيها اسمه.ودعا علام إلى ضرورة فتح تحقيق موسع في هذا الهجوم الإرهابي الخسيس للوقوف على حقيقة وأسباب الحادث، والجماعات الإرهابية التي تدعم مثل هذه الهجمات الإرهابية وتسعى لاستهداف بيوت الله ونشر الفتن في المجتمعات الغربية.
من جانبه دان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الهجوم المسلح ،وغرد ترامب على حسابه على (تويتر) قائلا: « أقدم أحر مشاعر التعاطف وأطيب الأمنيات لشعب نيوزيلندا بعد المجزرة المروعة في المسجدين، لقد قتل 49 شخصا بريئا بشكل عبثي للغاية، والولايات المتحدة تقف إلى جانب نيوزيلندا بما استطاعت. 
كما اعلنت السعودية ادانتها بأشد العبارات للهجوم الإرهابي، وشدد مصدر في وزارة الخارجية السعودية على إدانة السعودية للإرهاب بكل أشكاله وصوره وأيا كان مصدره، وعلى أن  الإرهاب لا دين له ولا وطن. 
كما قدمت دولة الإمارات تعازيها لأهالي وذوي ضحايا الهجوم، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي تضامنها الكامل مع «دولة نيوزيلندا الصديقة في مواجهة التطرف”.
واعلنت وزارتا الخارجية القطرية والايرانية ادانتهما للهجوم الارهابي، وقدمتا العزاء لأهالي وذوي الضحايا متمنيتين الشفاء للجرحى، ومطالبتين الحكومة النيوزيلندية بالتعرف على المهاجمين ومعاقبتهم.
بدوره ألقى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اللوم في الهجوم الذي استهدف مصلين بمسجدين في نيوزيلندا على ما وصفه بالإفلات من العقاب في الدول الغربية. 
وقال ظريف عبر تويتر: «الإفلات من العقاب في الديمقراطيات الغربية يؤدي إلى تعزيز التعصب، وهذا يؤدي إلى ما وصفه بـ «بلطجة الإسرائيليين» بدخولهم إلى المسجد الأقصى وإهانة المسلمين، وقتل إرهابيين 49  شخصا في نيوزيلندا».  
وتابع أن «النفاق الغربي المتمثل في تشويه صورة المسلمين بحجة الدفاع عن حرية التعبير يجب أن ينتهي»، على حد تعبيره.  فيما أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تعازي المملكة المتحدة لنيوزيلندا، وكتبت في بيان باسمها: «نيابة عن المملكة المتحدة، أبعث بأحر التعازي لشعب نيوزيلندا في ضحايا الاعتداء الإرهابي المروع، ونعرب عن مواساتنا لجميع المتضررين من هذا العنف المقزز».  بدوره قال رئيس وزراء باكستان، عمران خان، إنه «مصدوم ويستنكر بشدة الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا. الإرهاب لا دين له».
ودانت الخارجية البحرينية، بشدة إطلاق النار الذي استهدف مسجدين بنيوزيلاندا، واعتبرته «عملا إرهابيا جبانا  يتنافى مع جميع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية». 
كما استنكرت الحكومة الأردنية «المجزرة الإرهابیة»  وأكدت وزیرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنیمات موقف الأردن «الرافض للإرهاب والاعتداء على الآمنین ودور العبادة، والاستهداف الغاشم والمتكرر للأبریاء الذي عد من أبشع صور الإرهاب»، مشددة على ضرورة تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب بمختلف أشكاله، أمنیا وفكريا.
 
بيان إرهابي
من جانبه نشر برينتون تارانت، المنفذ لهجوم المسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، عشية الهجوم بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي، دعا من خلاله إلى قتل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكرت صحيفة « heute” النمساوية أن المهاجم الأسترالي برينتون تارانت البالغ 28 عاما نشر بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي يحرض على القتل. كما ذكر القاتل في بيانه  جملة من القضايا أبرزها السعي لخلق خلاف بين أعضاء حلف الناتو الأوروبيين وتركيا، بهدف إعادتها إلى مكانتها الطبيعية كقوة غريبة ومعادية.
كما ذكر تارانت دوافع جريمته ومن أبرزها قضية تدفق المهاجرين المسلمين إلى الدول الغربية ودعا إلى إيقاف هجرة المسلمين وسمى الأمر بـ»الغزو»وذكر بـ»الإبادة الجماعية للبيض». 
وذكر تارانت أن سبب اختياره لنيوزيلندا كمكان للعملية هو أنه أراد من ذلك توجيه رسالة «للغزاة» أنهم ليسوا بمأمن حتى في أبعد 
بقاع الأرض.