العولمة توحّدُ العادات الثقافيَّة والاجتماعيَّة

آراء 2022/03/06
...

 سرور العلي 
 
لقد أحدثت العولمة تغييراً كبيراً في جميع  جوانب الحياة، وكان أهمها هو انفتاح البلدان على بعضها البعض، لتبادل الثقافات المختلفة، والممارسات والعادات، ما أدى إلى انتشار القيم، والمفاهيم عبر العالم من دون قيود، ليحدث تواصلاً ثقافياً عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة، وشبكات الإنترنت، والقنوات الفضائية، ولكن هناك من يخشى على تغييب، واجتثاث الهوية العربية والقومية، بسبب سرعة وتطور 
العولمة.
وتظهر معالم تلك العولمة من تبدل أذواق أفراد المجتمع، إذ أصبح معظمهم من يرغب بسماع الموسيقى الغربية، ويرتدي الثياب الأوروبية، وشغوف بمشاهدة سينما هوليوود وبوليوود، كما نلاحظ ذلك من خلال انتشار السلع والبضائع الأجنبية في المجتمع العربي. ولطالما كنا نعتقد أن التطور التكنولوجي، لا سيما في مجال الاتصالات سيعزز سبل تعارف الشعوب وهذا صحيح، ولكنه في الوقت نفسه أفقد بعضاً من خصوصية هذه الشعوب، فالأغلب أصبح يغني ذات الأغاني، ومعظم الأفراد أصبح يتكلم بالمفردات نفسها تقريباً، والبعض يرتدي الثياب ذاتها، والأهم من هذا هو تأثر عدد كبير من بلدان العالم بأفكار مغايرة، للطابع الاجتماعي السائد، وبعض الدول تنبهت على هذا الموضوع، فأصبحت تبث ثقافتها عن طريق الشبكة التي تربط العالم كله، ومسلسل «لعبة الحبار»، خير مثال لبث الثقافة واللغة الكورية، لدرجة أن أطفالنا يرددون بعض كلمات هذه المسلسل.  وكثيرة هي الأفكار والقيم الغربية التي جاءت بها العولمة إلى بلاد العرب، كبرامج الأطفال، وأفلام الرسوم المتحركة، والمسابقات والمسلسلات التلفزيونية، وكل ذلك له تأثير من حيث تغيير الأفكار، والعادات وأحلال محلها عادات جديدة لم نعتد عليها من قبل، كما أن اللغة الإنجليزية أصبحت في كل مكان في المطعم، والنادي، والمدرسة، وداخل الأسرة، وفي وسائل الإعلام، وفي المدارس انتشرت مناهج اللغات الأخرى، واستخدام مصطلحات إنجليزية أثناء التحدث باللغة العربية، وارتداء كثيرين للماركات العالمية، وعلامات تجارية لدول مختلفة، ومحاكاة ما يبث عبر القنوات الفضائية، وكل ذلك يدفعنا للتفكير باستغلال تلك العولمة، لتطوير أدواتنا في الحياة اليومية والعملية، والتركيز على ما هو إيجابي ونافع منها، كذلك تبادل الثقافات المختلفة مع 
الآخرين.