الانتخابات ليست هدفاً

آراء 2022/03/13
...

 ماهر عبد جودة
 
أهم ما تتصف به الديقراطية السيادة الشعبية، وإن الشعب مصدر السلطات والشرعية، لا يحق لأحد مصادرة حقه في رسم السياسة العامة وتحديد ملامحها في سياق التحولات الكبرى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ورسم الخطوط العريضة على طريق بناء الدولة الحديثة، التي تؤمن بحق الشعب في تقرير مصيره. 
فالذهاب إلى الانتخابات يعني تحقيق السيادة الكاملة لعموم الشعب باختيار الأكفاء والأصلح والأفضل في خدمة الناس وتحقيق تطلعاتهم في العيش السعيد وبناء الدولة ومؤسساتها الفاعلة، وتحقيق الوحدة وترصين الجبهة الداخلية وتحقيق المشاريع الوطنية الجادة والهادفة لتحقيق التقدم المنشود. 
خصوصا أن العراقيين قد ارتضوا النهج الديمقراطي وما يتمخض عنه من نظام سياسي، عندما صوتوا لصالح الدستور في العام 2005 وقيامهم بإجراء أربع دورات انتخابية على ضوء مبادئه. 
إذن نحن نخوض تجربة الانتخابات لا لأنها هدف بذاته، بل لتحقيق جملة أهداف ومقاصد مهمة، منها إن الشعب وحده المسؤول عن وصول الطبقة الحاكمة، التي تقود البلد وهو وحده القادر على إزاحتها عن سدة السلطة عند اخفاقها، وعدم احترامها الدستور في الحرص على المال العام، وعدم تقديم الأفضل في مجال الخدمات وبناء المؤسسات، ذلك لأن الانتخابات تتيح للمواطنين فرصة المشاركة السياسية الفاعلة لاختيار ممثليهم وقادتهم عن طريق طريق صناديق الاقتراع، وطبعا يجب أن يكون الاختيار على أساس النزاهة والوطنية، وليس على أساس الولاء والانتماء القبلي أو الطائفي أو العرقي والجهوي. 
وهي أيضا تمثل مفصلا مهما من مفاصل اللاعودة إلى زمن القائد الضرورة والحزب القائد، والمقابر الجماعية وكم الأفواه. الانتخابات إذن هي منطق العصر والحضارة ودالة التمدن والسمو الإنساني، الانتخابات فلترة للعملية السياسية ومفتاح منهاج الديمقراطية في بناء الانسان والوطن (تم الإرسال مع تأثير الحب).